من الواضح أن الإجراءات التأديبية أوجعت المسؤولين القطريين كثيراً، لقد فقدوا التركيز، وباتوا يهذون بكلام يفترض أن لا يقال، فهو يدينهم ويؤكد صحة خيانتهم لأشقائهم.
الضربة موجعة، والرؤوس دارت، فهذا خالد العطية الوزير المسؤول عن الدفاع، وعبر التليفزيون التركي الحليف، حتى لا يقال إن كلامه قد حور أو تقرصن، يعترف اعترافاً فاضحاً على الملأ، ولم يخجل، ولم يحافظ على صورته أمام شعبه وأبناء أمته.
ولم يحسب لردات الفعل الدولية أي حساب، هو يقول «إن قطر كانت منذ البداية ضد التحالف العربي في اليمن»، ويضيف «قطر وجدت نفسها مجبرة على الانضمام للتحالف العربي في اليمن من قبل السعودية ودول عربية أخرى».
صاحب السعادة «مدوخ»، لا تركيز ولا اتزان ولا تقدير، ولا حذر، ولا سيادة، نعم، السيادة التي يتغنون بها أين كانت؟ كيف تجبرون على المشاركة في حرب لا تريدونها؟ وكيف تنضمون إلى تحالف أنتم ضده؟ سعادة الوزير، هذه هلوسة مسؤول غير مسؤول.
فهناك غيركم كان أصدق منكم، وبعيداً عن أسبابه لم يضربه أحد على يده ليشارك أو يؤيد، فالتحالف قام بين الدول التي استشعرت الخطر من وقوع اليمن في براثن أتباع إيران، فهل ضربت على يدك حتى تشارك؟ أم أن أهدافاً أخرى كانت في رأسك وأنت تشارك في غرف العمليات وعند الحدود؟!
هذا اعتراف صريح بأن قطر كان لها دور آخر غير الأدوار التي كانت لدى دول التحالف، فمن يرسل قوات ولو كانت رمزية إلى جبهة قتال ولا يقاتل يكون مثل الشوكة المسمومة، ومن يقف في صف قوة محاربة وهو ضد قرار تلك القوة يكون قلبه مع الطرف الآخر.
ومن يفعل ذلك لا يستحق غير وصف واحد تعارفت عليه الجيوش، وهو أنه مدسوس، والمدسوس هو الجاسوس، والجاسوس هو الخائن، والوزير القطري المسؤول عن الدفاع أعلن خيانة بلاده للتحالف العربي المساند للشرعية في اليمن، ويجب أن يحاسب على ذلك، فدماء الشهداء من دولنا التي تقاتل الإيرانيين في اليمن لها حق عند العطية ومن يتبعه، شهداء مأرب، وشهداء التفجيرات والاغتيالات، وشهداء الصواريخ الباليستية.
إنها الخيانة تتجلى في أقبح صورها، من أصحاب السيادة المزيفة، الذين حصروا أنفسهم في زاوية ضيقة نتيجة لأفعالهم وأقوالهم، وسقطات كبار قادتهم.