لا شك في أن قطر اليوم تلعب بالنار، وتصر على دورها في التحريض والتآمر على أشقائها من الدول العربية، وبالأخص ضد الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر). فمن منابرها الإعلامية تلعب دور التحريض الإعلامي، وفي الظلام تلعب دور التآمر مع قوى الشر، وتماطل، وتطيل أمد الأزمة، وتلعب دور الصبي المشاكس الذي يتمسك بخطئه من دون وعي بالضرر الذي يصيبه، ولذلك جعلت قطر نفسها موضع سخرية سياسية أمام العالم.
مطالب الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب هي مطالب سيادية، ولها الحق قانونياً في أن تقاطع قطر لحملها على تنفذ طلباتها لتحمي استقرارها. ولكل دول العالم الحق في حماية حدودها، وأراضيها، من الدول التي تشكل خطراً عليها. وإذا رجعنا إلى التاريخ القديم نرى أن دول العالم فرضت عقوبات على ألمانيا النازية، وعلى اليابان، بسبب الحروب والنزاعات، وقتل البشرية، وفي التاريخ الجديد نجد الاتحاد الأوروبي قد فرض على روسيا عقوبات بسبب أزمة القرم.
وتتقارب المصالح التركية القطرية للسيطرة والهيمنة وتوظيف التيارات الإخوانية، مع سياسة تركيا لتحقيق مخططها للهيمنة، ولها دوافع كبيرة للسيطرة على الدول العربية، ووضع يدها على السياسات الداخلية لهذه الدول، كما هو حال قطر اليوم، ولكن تركيا فشلت سياسياً فيما كانت تحلم به، فبسقوط جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في العالم العربي، فقد فشل مخطط تركيا، إلا أن دولة قطر اليوم تفتح لها المجال من جديد وفي أراضيها، في إطار المؤامرة التي تتولاها في منطقة الخليج.
ومن المعروف أيضاً، أن قيادات وأفراد الجماعات الإرهابية التي هربت من الدول العربية فراراً من الأحكام والمحاكمات التي أدينوا بها في بلادهم، ومعظمهم مدان بعمليات إرهابية، ومدان بالتخابر ضد دولته، أو بالقتل وسرقة الأموال العامة، وغير ذلك من الجرائم، وجدوا ملاذهم في قطر كي يستكملوا منها مؤامراتهم، كما قامت بنجنيس أعداد كبيرة منهم، ووفرت المأوى لهم، وسخرت منابرها الإعلامية ومؤسساتها الحكومية لدعم مشاريعهم التخريبية والإرهابية، وقامت بتحريضهم على حياكة المؤامرات التي من شأنها زعزعة الأمن في الدول العربية، أو إحداث شرخ بين مكوناتها.
كما أن ارتماء قطر في أحضان إيران يعتبر كارثة سياسية كبيرة سوف تسجل ضد دولة قطر، فإيران تقوم هي الأخرى بدور تخريبي يطال معظم الدول العربية، وهي دولة تخضع لعقوبات دولية نتيجة لأدوارها التي تهدد الأمن والسلام، فكيف تربط دولة قطر نفسها مع دولة مفروضة عليها عقوبات ومعزولة عن العالم؟ فالحدود البحرية القطرية- الإيرانية اليوم مفتوحة، وهناك حركة تجارية ناشطة بين البلدين. والخطر الإرهاب الإيراني يزداد لا محالة، ويبني له أوكاراً في دولة قطر، ولهذا لن تسمح دول الجوار بأن تكون جارتها دولة حاضنة للإرهاب، وتهدد استقرار المنطقة.
والإعلاميون في الوسائل القطرية، سواء كانوا قطريين أو عرباً أو أجانب، يلعبون دوراً خطراً في تأجيج الأزمة القطرية، بالأمس كانوا يلعبون على الشعوب العربية بشعاراتهم المزيفة ويحرضونها، واليوم أيضاً يستعملون التحريض الإعلامي لكن بشعارات جديدة في محاولة منهم لاستغلال الشعوب العربية، واستجلاب التعاطف والشفقة، ومحاربة أشقائها إعلامياً بعيداً تماماً عن المعايير الأخلاقية في العمل الإعلامي الشريف.
وزراء خارجية الدول الأوربية والأمريكية الذين زاروا الخليج في الآونة الأخيرة، صدموا من الإعلام القطري، فكلهم دعوا إلى محاربة الإرهاب ووقف الدعم، ولكن بمجرد مغادرتهم الدوحة تهطل الشائعات والتصريحات المفبركة باسمهم، وبالرغم من تكذيب هذه التصريحات المفبركة من المكاتب الإعلامية لوزراء الخارجية، إلا أن قطر مستمرة في الفبركة الإعلامية في سقوط إعلامي ومهني.
المماطلة لا توفر حلاً سياسياً للأزمة، وهي لا تنفع حالياً، لأن قطر متهمة ومدانة، ولا سبيل أمامها إلا تنفيذ المطالب التي طرحتها الدول الأربع، لأن في ذلك منجاة لقطر نفسها، وبما يحقق لدول مجلس التعاون الأمن والأمان، وبذلك تعود إلى أحضان أشقائها.