التاريخ المرصع بالحقائق هو ما يقول لنا إنه حينما استولى تنظيم «الإخوان» على الحكم في مصر، فإنه سرعان ما توجه بالتهديد والوعيد صوب دول مجلس التعاون الخليجي، فخرج القيادي في صفوف التنظيم عصام العريان يتوعد دول الخليج بغزو فارسي، وخرج الناطق الإعلامي باسم «الإخوان» محمود غزلان، مهاجمًا دولة الإمارات العربية المتحدة. وكان الرئيس الإخواني البديل لخيرت الشاطر (محمد مرسي)، الذي اصطُلح على تسميته في الوسط المصري بـ«الاستبن» (والاستبن هو الإطار الاحتياطي للسيارة) لكونه جاء بديلاً وليس أصيلاً، قد ألقى كلمة متشنجة كالمعتاد يتوعد فيها دول الخليج أيضًا بالويل والثبور!
وفي تونس، خرج القيادي «الإخواني» راشد الغنوشي بعد سقوط حكم «بن علي» يتوعد دول مجلس التعاون الخليجي بالسقوط، وتارة أخرى يخص المملكة العربية السعودية بهذا الوعيد، وكان قد قال هذا الكلام في ندوة أقيمت بمعهد واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، لكنه سرعان ما أنكر أنه قد تفوه بذلك التهديد، واستفز بذلك معهد واشنطن الذي قام بدوره بنشر التسجيلات بالصوت والصورة، والتي أكدت أن الغنوشي قد قال ما قاله بشأن دول الخليج والسعودية، وأنه لم يجد حرجًا من الكذب وتغيير كلامه حينما تمت مواجهته بالحقيقة!
وفي اليمن، كثيرًا ما علا صوت عناصر «حزب الإصلاح» هناك ضد دول مجلس التعاون الخليجي، وضد المملكة العربية السعودية على وجه التحديد، وكانت «الإخوانية» توكل كرمان، الحائزة على جائزة «نوبل» لا لشيء سوى لأنها عملت على تحشيد النساء للخروج ضد النظام الحاكم في اليمن آنذاك، قد هاجمت بصراحة ووضوح دول الخليج وتوعدتها بالسقوط، واستثنت منها قطر بالطبع، الراعي الرسمي لتنظيم «الإخوان»!
الشاهد في الأمر أن هذا التنظيم البائس كلما استحوذ على السلطة في دولة عربية أو حتى تعاظم نفوذه فيها، وجه نباحه صوب دول مجلس التعاون الخليجي، كاشفًا بذلك المواقف الحقيقية والواضحة لهذا التنظيم من هذه الدول، ونواياه الشريرة تجاهها.
لذلك، فإنه يحق لدول مجلس التعاون الخليجي، ومعها الدول العربية التي اكتوت بنيران هذا التنظيم، أن تتخذ كل ما تراه مناسبًا وملائمًا لضمان إزالة هذا التنظيم بل حتى اقتلاعه من جذوره في دولنا.