مجموعة من الملاحظات الأساسية على هامش الأزمة الخليجية المصرية القطرية، هذه الملاحظات توضح أن الخلاف لم يكن وليد ثوره 30 يونيه.. وإنما هو قديم منذ سنوات طويلة.
فالملاحظة الأولى، هى كم المعلومات التى كشفت عنها الأزمة الأخيرة.. نجد أن الخلاف المصرى القطرى هو أقل الخلافات؛ لأن مصر كل ما تريده من قطر وقف دعم الإرهاب، وتسليم المجرمين المحكوم عليهم بأحكام قضائيه نهائية فى مصر.
أما التآمر القطرى على السعودية والإمارات والبحرين، وهم أبناء عم، ففاق كل توقع، خاصة أن الأمر ظهر جلياً فى المعلومات والتسريبات الصوتية والفيلمية أن الهدف هو الإطاحة بأنظمة الحكم فى البلدان الثلاثة وكان محدداً لها 2020 للتخلص منها.
والملاحظة الثانية، وهى الأغرب أن قطر خسرت معركتها الإعلامية الدولية والعربية رغم ما لديها من أموال اشترت بها ذمم إعلاميين فى مختلف أنحاء العالم للترويج لها، ولكن مع هذه الأزمة ظهر أن من ورط قطر فى بحر من الأكاذيب هو الإعلام الإخوانى الذى مولته بملايين الدولارات، وهو إعلام مراهق يعتمد على الشائعات والأكاذيب، وافتعال الوهم، وهو إعلام لم يعد أحد يصدقه ليس فى المنطقة العربية، ولكن فى العالم.
والإعلام الإخوانى هو بالفعل الدبة التى قتلت صاحبها، بل قتلت ما تبقى جماعة الإخوان العالمية.. فهذا الإعلام الذى يتحرك بأوامر من التنظيم الدولى فضح نفسه، فهو موجود فى الرياض والكويت والمنامة ويشن هجوماً على الدول الثلاث.. فإخوان اليمن موجودون فى الرياض ويتقاضون رواتبهم من الحكومة السعودية، ويتعاونون مع إخوان السعودية، وهؤلاء موجودون فى مناصب حساسة هناك، ويشنون حملات على السعودية والإمارات ويسربون أخباراً عن خلافات داخل الأسرة الحاكمة لزملائهم فى الخارج وترويجها عبر صحف ومواقع ممولة قطرية.
وإخوان الكويت نفس الأمر فهم إن كانوا الأغنى إلا أنهم لعبوا الدور الأكبر فى عملية ترويج الأكاذيب، واستندت إليهم مهام الاتصال بالإعلام الغربى، أما الانزعاج الذى أصاب إخوان البحرين بعد تصريح وزير الخارجية البحرينى بحظر الحركة فى البحرين فدليل على تورطهم فى هذه معركة تشويه البحرين، فقطر خسرت معركتها لأنها اعتمدت على إعلام تعود على الكذب والخداع وعلى إعلاميين وفقاً للكلمة المصرية «كتع».
والملاحظة الثالثة، أنه مهما قال أى فصيل من فصائل الإخوان المسلمين فى أى دولة فى العالم إنه لا يرتبط بالجماعة الأم، فهو كلام كذب ومحاولة خادعة، فتنظيم الإخوان فى العالم واحد ويحكمه مرشد واحد وله مجلس شورى واحد والأموال التى تجمع تذهب إليه سواء الموجودون فى السعودية أو اليمن أو البحرين أو الإمارات أو الكويت أو حتى سلطنة عمان فهم ولاؤهم الأول للتنظيم وليس لدولهم.
حتى من يعلن من الإخوان انشقاقه عن الجماعة، فهى أيضاً خدعة وتقسيم أدوار لكى يكون للجماعة عيون فى كل مكان، فأنا لا أصدق الإخوانجية المنشقين عندما يخرجون يهاجمون الجماعة فى التليفزيون أو فى الإعلام، فهذا كلام من قبيل التقية لكن ولاءهم الأول للجماعة وللمرشد.
والملاحظة الرابعة، أن الإخوان فى قطر يتولون الآن الوظائف فى الأماكن المهمة فى البلاد على حساب مواطنيها، فهم من يقودون الآن الأجهزة الأمنية والمخابرات والجيش والتعليم والإعلام، وأصبح من الصعب التخلص منهم لأنهم أول شىء سيفعلونه هو الانقلاب على الأسرة الحاكمة فى قطر، وسوف يساعدهم الجنود الأتراك الذين تم اختيارهم من عناصر التنظيم التركى بعناية، أى أن الجماعة سيطرت تماماً على مقاليد الأمور فى قطر، ولا يستطيع الحاكم أن يتخلص منهم، فقد تحولت بالفعل قطر إلى دولة إخوانية وأى تعهدات مهما كانت لن تلتزم بها حتى لو شهدت عليها دول الأمم المتحدة كلها، لأن النكث بالعهود هو شيمة الإخوان وعلى مدار سنوات طويلة كنا نرى كيف ينكثون وعودهم مع حلفائهم فما بالك مع من يعتبرونهم أعداء.