في الساعات الأخيرة من يوم أول من أمس استيقظ العالم على وقع الحقيقة. الكل كان مصدوماً، المؤيدون الدول الداعية لوقف دعم الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، والمكابرون المساندون للدولة الراعية للإرهاب، قطر.
هؤلاء، وأقصد أبناء الدول الأربع والدول التي ساندت قراراتنا ووقفت معنا في قطع العلاقات ووقف كل أشكال التعامل مع قطر، أقول لكم، هؤلاء تساءلوا، «ولماذا كانت هذه الإثباتات مخفية عنا؟».
أما أولئك، وأقصد أشقاءنا من أهل قطر، فقد دارت بهم الدنيا، ونحن نعذرهم، لقد غررت بهم الجزيرة، وغشهم إعلام «العذبة» وخدعتهم بكائيات «أصحاب المزامير»، وكانوا مجبرين على الاصطفاف خلف قيادة بلادهم، ولكن أولئك الناس رددوا سؤالاً واحداً «لماذا نخون العهود ونكذب على أهلنا؟».
مراسل «سي إن إن» ومعه مقدم الأخبار كانا في غاية الاستغراب وهما يعلنان نص الاتفاق الموقع في 2013، فكل ما ورد فيه أعادت الدول الأربع طرحه ضمن البنود التي استهترت قطر بها، فهي التي قالت «إنها غير قابلة للتنفيذ» و«إنها غير مقبولة» و «تنتقص من سياسة وسيادة بلادهم»، وعرضا توقيع «تميم بن حمد آل ثاني» على الوثيقة مع توقيع الراحل، عليه رحمة الله، الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وتوقيع أمير دولة الكويت الذي سعى لإنهاء أزمة ذلك العام، ثم عُرضت الوثائق المطبوعة وعليها توقيعات قادة الإمارات والبحرين، وتساءل مذيع المحطة الأميركية «ماذا يفعل تيلرسون هناك وهو يعلم بأن قطر لم تلتزم بتعهداتها؟»، بينما قال الآخر إن الرئيس ترامب كان على حق عندما تحدث في بداية الأزمة عن رعاية قطر الإرهاب، ونحن كنا على خطأ عندما اتهمناه بالانحياز إلى الدول المقاطعة لقطر.
ماذا سيقول الشيخ الأمير تميم بن حمد لشعبه؟ نحن لا ننتظر منه جواباً، والمتسائلون حول العالم كله لا يطالبونه بالرد عليهم، ولكن للشعب القطري حقاً عليه، حقاً معلوماً، حق الصدق إذا حدث، وحق الوفاء إذا وعد، وحق الأداء إذا عاهد.
ماذا سيقول الشيخ القائد تميم بن حمد لشعبه، وهو الذي يُفترَض فيه أن يكون قدوة؟ هل سيكون شجاعاً ويعترف بخطيئته؟ وهل سيقدر على ذلك أم أن القيود التي وُضعت في يديه وحوله تحول دون إيصال صوته؟
عقارب الساعة لن تعود، وشعب قطر يستحق أن يقدَّر ويُحترَّم من الشخص الذي قبل بأن يكون على قمة السلطة، فهل يملك الأمير الجرأة ويتحدث بعد صمت استمر طوال أسابيع الأزمة، وإذا تحدث ماذا سيقول الشيخ الراعي لرعيته؟!