الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية والعربية، تربطنا به العقيدة وصلة الدم والقرابة، وهو امتداد طبيعي وأصيل للشعب السعودي.. أما القيادة القطرية فهي بمنأى عن مثل هذه المعاني الإنسانية القيّمة بخاصة بعد أن انقلب أمير قطر الشيخ حمد على والده، واستولى على الحكم هو ورئيس وزرائه ووزير خارجيته، حيث كان هدفهم الرئيس هو زعزعة الأمن والاستقرار في مملكتنا، وتقسيمها، وذلك عن طريق دعم بعض التنظيمات والمجموعات الإرهابية، ناهيك دعمها لبعض القنوات الفضائية كقناة الجزيرة والحوار وغيرها، التي تبث التحريض والعنف والكراهية وزعزعة أمن واستقرار العديد من الدول، كذلك إيواؤها لبعض رموز الإخوان المسلمين، والمنظمات الإرهابية، ودعمها الثورات العربية، وزعزعة الأمن والاستقرار في كثير من الدول والتدخل في شؤونها الداخلية، والعبث بأموال الشعب القطري الشقيق، واعتمادها على بعض رجال تنظيم الإخوان ووسائل الإعلام، التي تدعي الحرية والرأي والرأي الآخر، التي تدعمها والهدف واضح للجميع، إذ هو الهيمنة والسيطرة على بعض الدول متناسية أو متجاهلة بأن حجمها وموقعها لا يسمحان لها؛ فهذا أحمد منصور في برنامجه «بلا حدود» على قناة الجزيرة حاول استعطاف مساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل السيد توم مولينسكي بسؤاله بأن الدول الأربع طالبت بإغلاق قناة الجزيرة؛ لكن كان جوابه بأنه يجب في المقابل على قطر أن تأخذ بالموقف الأخلاقي المهني الأعلى والأسمى الإعلامي، وأن تفتح فضاءها للآراء المختلفة معها، وأن تصلح نظامها السياسي أولا، وأن تفهم حرية التعبير، وأن تجربة قناة الجزيرة ليست للآخرين ونقدهم، بل لها هي أيضا.
وعندما سأله ماذا تطلب من قطر؟ أجاب أن تكون لديها حرية تعبير أكبر في الداخل، وعليها انتقاد الحاكم والقيادة القطرية، مؤكدًا بما لا يدع مجالا للشك بأن قناة الجزيرة فعلا قناة تهديد للسعودية وغيرها من دول الجوار.. عمومًا فقد أدى اللقاء إلى ارتباك ونرفزة أحمد منصور الذي لم يكن يتوقع مثل هذا الجواب الصادم.
إن قيادتنا لم تكن في غفلة من كل هذا العبث القطري المشين؛ لكن ولاة أمرنا حاولوا في كل مرة احتواء سياسات حكام قطر العابثة بنا وبالمنطقة طوال السنوات الماضية، حتى طفح الكيل، ونفد الصبر خصوصًا بعدما أتضح لحكومتنا الدعم والمساندة من قبل السلطات في الدوحة لميليشيات الحوثي الانقلابية حتى بعد التحالف لدعم الشرعية في اليمن، ناهيك أن السلطات في قطر دأبت على نكث التزاماتها، وخرق الاتفاقات التي وقعتها تحت مظلة دول مجلس التعاون الخليجي بالتوقف عن الأعمال العدائية ضد المملكة، والوقوف ضد الجماعات والنشاطات الإرهابية. وإني أجزم بأن حكومتنا قد صبرت طويلا رغم استمرار السلطات في الدوحة على التملص من التزاماتها، والتآمر عليها، ناهينا عن التسجيلات للحمدين، التي أثبتت نوايا السلطات في قطر تجاه السعودية حكامها ومواطنيها.
ومما يؤلم حقًا ما صدر عن المستشار في الديوان الملكي والمشرف على الدراسات والشؤون الإعلامية وتصريحه بعد الدراسة والتقصي ما يثبت أن ثمة ٢٣ ألف حساب مصطنع في تويتر تحاول الدفاع عن النظام القطري، والإساءة للسعودية.
وإنني من هذا المنبر أطالب كل أصحاب الرأي والفكر والدعاة والجميع بالاصطفاف حول قيادتنا من جميع الاتجاهات، فاستقرارنا وأمننا ووحدتنا هو غايتنا وهدفنا برعاية الله.
نقلا عن صحيفة المدينة