نون والقلم

أوقفوا «الثرثارين».. كي لا يتكرر السيناريو

ثمة ملاحظة واجبة التحذير، تماما كما هي بالغة التأثير، والمتعلقة بمهاجمة من يعلن الموقف الداعم لأمن الوطن والمؤيد لإجراءات الدولة، دون حذلقة ولا فلسفة، ودون مسك العصا من «الوسط».. ودون رهانات مؤجلة أو حيادية مصطنعة.. ودون تبريرات مبطنة أو نصائح مفتعلة.. ودون استغلال فاحش، وخلط واضح، وثرثرة زائدة، بين مناصرة الوطن، وبين إدعاء الحرص على المصلحة مع شعب الجارة الخليجية، وفقا لحسابات شخصية.

ما يلاحظ اليوم أن ثمة هجوم وتطاول وإساءات، وغمز ولمز، وثرثرة غير مستساغة، من أشخاص ومواقع في وسائل إعلامية محلية متعددة، ضد كل من يدافع عن مملكة البحرين ويعلن رفضه لسياسة قيادة دولة قطر، حتى وصل الأمر لدى البعض من «الثرثارين»، وبدلا من أن يدافع عن أمن وطنه، ويوجه نصائحه إلى الطرف المعتدي الداعم للإرهاب والممول له، بأن أخذ يصب كل جهده وتصريحاته وكتاباته وتعليقاته وثرثرته للرد والتعقيب على من يدافع عن مملكة البحرين، في كل شاردة وواردة، لحد التشكيك والمزايدة، وحتى تبرير موقف كل من يهاجم البحرين والسعودية والإمارات ومصر في المنابر الإعلامية القطرية..!!

هذا الأسلوب المثبط والمشكك، هو ذات النهج والأسلوب الذي أضاع بوصلة الموقف الوطني والشعبي، حينما كانت «الوفاق المنحلة» وأتباعها، ومنابرها وماكيناتها، وصحفها ودكاكينها، يستغلون «حرية الرأي والتعبير» ومبدأ «الرأي والرأي الآخر»، كي يقولوا ما يشاؤون ضد الوطن وضد من يدافع عنه.. إذن لا مانع أن تقول إنك تقف مع بلادك البحرين، ولكنك ترفض كذا وكذا، وتهاجم فلان وعلان، وتمارس كل ما يخالف مصلحة الوطن وإجراءات الدولة، بحجة أنك أكدت منذ البداية موقفك من ناحية المبدأ، بأنك مع البحرين، ثم تقول ما تشاء وتهاجم الدولة، وتتطاول على من يخالفك الرأي والموقف.. حتى إذا ما سألك أحد عن هذا الأمر؟ تقول: (أنا مؤيد للبحرين.. ولكن)، وتحت كلمة (ولكن) تأتي المواقف والتعليقات والتصريحات المخالفة للمبدأ، والتي تنسف كل إدعاء بأنك مناصر لوطنك.. وهذه ممارسة خاطئة، وسيناريو سيئ، و«ثرثرة سمجة»، يجب ألا نسمح بتكرارها، ولا بعودتها مرة أخرى، ويجب أن يتم التصدي لها، ومعاقبة من يحاول أن يتذاكى على الوطن ومصلحته وموقفه.

الغريب والمريب معا.. أن «الثرثارين» من أصحاب هذا الأسلوب، يدعون الحكمة والعقلانية، وأن ما يقولونه يأتي من باب «حرية الرأي والتعبير»، ومن خلال عبارة الحرص على «المصلحة الخليجية ومستقبل العلاقة مع الدولة الشقيقة»، مستغلا بذلك بعض تعليقات وطنية غير سليمة، ليعمم الأمر بأن مهاجمة سياسة دولة قطر أمر غير صحيح، ويؤكد أن موقفه «المؤدب» هو الموقف السليم، مع نعت ووصف من يعلن موقفه مع البحرين والدول الداعمة لمكافحة الإرهاب، بأنهم مجرد «مزايدين»، وأنهم يتسلمون أموالا وعطايا من جهات، وأنهم يتاجرون بالقضية من أجل مصالحهم الشخصية.

خطورة هذا الأسلوب والنهج، والصمت والسكوت عن «الثرثارين» أصحابه، يجعل من يدافع عن وطنه البحرين في محل الشك والازدراء والتشهير، وفي دائرة «المزايدين والمنافقين»، وتكسير «مجاديف» المواطنين المخلصين، الأمر الذي يجعل شريحة كبيرة في المجتمع تحجم عن بيان موقفها المستمر والمتواصل مع أمن مملكة البحرين، حماية لنفسها من التطاول والإساءة والتشكيك، واتقاء شر و((طولة لسان)) الثرثارين، أصحاب التعليقات المثبطة في المواقع والوسائل الإعلامية، وكأن المطلوب من المواطن المخلص أن يصمت، ويدع قيادة قطر تستمر في ممارستها ودعمها للإرهابيين، وتواصل دعمها وتحريضها لأصحاب المواقع والوسائل والمنابر الإعلامية لمهاجمة مملكة البحرين، بحجة الخلاف بين الحكومات والقيادات، وعلى الشعوب أن تقول خيرا أو تصمت.. ناسين عن قصد وتعمد واضح، أن الخير هنا يكمن في إعلان الدفاع عن الوطن والذود عنه باستمرار، وكشف فضائح ممارسات قيادة قطر الداعمة للإرهاب وعدم الاستقرار.

في المواقف الوطنية واللحظات التاريخية، الحازمة والحاسمة، لا مجال للحيادية، ولا مكان لاصطناع العقلانية، وادعاء الحكمة والدبلوماسية.. هذه إجراءات وطن تحميه وتحمينا، وتحمي أبناءنا وأجيالنا، من أجل مستقبل أفضل وآمن ومستقر.. أوقفوا «الثرثارين» كي لا يتكرر السيناريو.. فأصحاب هذا الأسلوب لا يقلون خطرا على الوطن وإجراءاته، ضد كل شر وفتنة.

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button