نون: عبدالله الإسناوي
مئات الأطفال العرب يلقون حتفهم يوميًا نتيجة للصراع الدموي الحدودي والطائفي الذي بات يحتل مساحة كبيرة من الوطن العربي.. البراءة العربية للطفولة تُغتال يوميًا وسواء كانت الرصاصات التي تقتلهم من تحالف مؤيد أومعارض فإنهم وحدهم يدفعون الثمن غاليًا بدمائهم الطاهرة وأرواحهم البريئة التي تصعد إلى الله شاكيًة الخذلان العربي باكية على أمة العرب التي باتت على حافة الهاوية.
ومؤخرًا حركت صورة الطفل السوري الذي مات غرقًا، على السواحل التركية، مشاعر الانسانية، وأصبحت حديث العالم أجمع شرقه وغربه، وتباينت ردود الأفعال حيث جاءت الإدانات الغربية بصورة أقوى من حيث الشجب والتنديد واستقبال اللاجئين.. في حين جاء الرد العربي متفردًا ومستخدمًا لوسائل التواصل الإجتماعي على المستوى الشعبي، ومازلنا ننتظر موقف الملوك والرؤساء العرب!!
القضية ليست الطفل السوري فحسب، لكنه هو من حرك مشاعر الانسانية ففاجعة غرقه كانت قوية، على الجميع، ومع ذلك فكل يوم يموت الالاف من الاطفال الابرياء، تحت الانقاض او القصف من قبل جيوش الاحتلال، او النزاعات العرقية، فالمدافع لا تفرق هنا وهناك، والسؤال الحائر الذي سيظل يبحث عن إجابة.. أليس هؤلاء عرب؟ ودمائهم عربية معلقة في رقاب حكامهم؟
ويستعرض “نون أونلاين”، أبرز الصور التي أحدثت صدى واسعًا على مدار السنوات الماضية.
محمد الدرة:
صورة اغتيال الطفل محمد الدرة من قبل جنود الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة في الثلاثين من سبتمبرعام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، تعد من أبرز الصور التي سلطت الضوء على الجرائم الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، ولاقت اهتماماً دولياً.
حيث التقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2، مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر اثني عشر عاماً، خلف برميل أسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية.
تسببت الصورة بغضب عربي وعالمي واسع، ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي شنت عمليات عسكرية واسعة بهدف قمع الانتفاضة الفلسطينية.
صورة أدت لانتحار مصورها:
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” صورة من أشهر صور المجاعات حول العالم وهي مجاعة السودان التي حدثت عام 1993، حيث تظهر في الصورة طفلة سودانية تزحف بيأس شديد لتبحث عن طعام بما تبقى لها من قوة، والشمس تحرق جسدها حرقاً وتستنزف طاقتها، وبالقرب منها يقف نسر ينتظر موتها القريب كي ينقض عليها ويأكلها.
ملتقط الصورة الأمريكي “كيفين كارتر” وُجهت له انتقادات لاذعة لأنه ظل واقفاً يراقب الطفلة تحتضر، ولم يحرك ساكناً لمساعدتها، بعد عدة شهور أُصيب باكتئاب حاد فـ”انتحر”.
الأمل رغم ألم الحرب:
اعتادت سوريا الشقيقة على اخبار المجازر التي تذبح اطفالها او تقصفهم كما دارت صور هذه المجازر جميع وسائل اعلام العالم نظرًا لبشاعتها الشديدة، الا ان بعض النشطاء قرروا نشر صورة لأطفال يلعبون الكرة في أحد أحياء سوريا المدمرة، والتي وصفت بأنها صورة تبعث على الأمل رغم ألم الحرب.
الصورة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” وعرضت في مبنى الأمم المتحدة، وفي معرض نظمته الخارجية الأمريكية، وجعلت العالم يتنادى للحد من معاناة الأطفال السوريين.