- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

محمد يوسف يكتب:24 ساعة تفاؤل

قبل لحظات من الانزلاق بقطر والمنطقة نحو المجهول صحت الدوحة من غيبوبة العناد والمكابرة.

كانت الأيام العشرة طويلة وكافية، ولكن الانتظار الذي طال لم يثمر شيئاً، لم يخرج «المارد» من الفانوس السحري ليحقق أماني قطر، والطلبات المقدمة من الدول الشقيقة الأربع أصبحت واجبة النفاذ، والوساطات لا تقف مع من يتجاهلها، فكان التدارك، قبل انتهاء المهلة بقليل.

دولنا، الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، ليست متعنتة، وليست متجبرة، ولا تلوي ذراع أحد، هذا خلاف حول ممارسات مضرة صدرت عن قطر، فليس دعم جماعات الإرهاب بعموميتها هي القضية فقط.

ولكن الإسهام وبشكل مباشر في زعزعة أمن الدول الأربع هو صلب الخلاف، فالتدخل في شؤون هذه الدول أدلته متناثرة على «يوتيوب»، لا نحتاج إلى إثباتات بأنهم وقفوا مع الذين يفجرون ويغتالون الأبرياء بما يقدمونه من دعم للإرهاب المحلي.

ومع كل ذلك نحن مع إعادة الشقيق إلى جادة الصواب، وكان على الشقيق أن يقدر ذلك ويستعيد العقل الذي تاه في ظلمات المرتزقة الإرهابيين، أي أن يصحو من غفوته، وأن يتطلع جيداً إلى الموضع الذي يضع فيه قدمه، ويتلفت حوله لينظر إلى حجمه وحجم بلاده وإمكانياته.

فالمال لا يصنع قيادة، والفوضى لا تنتج إمبراطوريات، قطر ستبقى هي قطر، تماماً كما عرفناها في التاريخ الممتد لأكثر من مئتي عام، انظروا ماذا فعلت فور اتخاذ قرار المقاطعة، لقد ذهبت إلى الأجنبي تطلب منه الحماية، رغم أن أحداً لم يهددها أو يحشد ضدها.

فالصغير لا يكبر بمجرد ارتفاع حساباته في البنوك، ومن لا يقدر على حماية نفسه لا يناوش جيرانه ومن هم أبعد من جيرانه، ولا يؤذي إخوانه، ومن يفعل ذلك، كما هي حال قطر، يجد نفسه بين ليلة وضحاها منبوذاً من الذين يُفترض أنهم سنده الذي يسند إليه ظهره في الملمات.

اليوم تنتهي المهلة الجديدة التي طلبتها الكويت، وغداً يجتمع وزراء خارجية الدول الأربع في القاهرة، والرد وصل أمير الكويت صباح أمس، وبلا شك فإن دولنا الأربع قد تلقت نسخاً من ذلك الرد، ولن نخوض في تفاصيله، أو توقعاتنا لمضمونه، فنحن ما زلنا نتأمل حسماً أخوياً لهذه الأزمة.

وهذا لن يكون بالإنكار والتهرب من الحقائق والمماطلة لكسب الوقت، كل ذلك لن يفيد، ولن يخرج قطر من أزمتها غير اعترافها الواضح بأخطائها، وليس اعترافها الضمني، كما جاء على لسان وزير خارجيتها في روما يوم الأحد.

نريد أن نتفاءل رغم الحذر، فدعونا نفعل ذلك، حتى ولو كان التفاؤل لمدة 24 ساعة فقط.

أخبار ذات صلة

Back to top button