انكمشت دولة التنظيم، الملقبة عالميًا بداعش، وانقرضت، وهربت لقرية تلعفر الصغيرة على الحدود العراقية السورية، تضمد فيها جراحها، أو تستعد فيها للدفن، بعد أن أعلنت الحكومة العراقية تحرير الموصل منهم، وطرد آخر مقاتل فيها، واستعادة المسجد الجامع الذي كان يخطب فيه الزعيم أبوبكر البغدادي.
الانهزام جاء بعد أنباء عن مقتل البغدادي بالطيران الروسي، قبل شهر، ومنذ ذلك التاريخ لم يظهر البغدادي ولم يصرح، حتى أعلن مساعده، أبو قتيبة في خطبة الجمعة، رحيل البغدادي إلى غير رجعة، وأجهش بالبكاء.
الإجهاش بالبكاء من الخوارج، على بعضهم البعض وهم الذين عاثوا في الأرض فسادًا وشوهوا تسامح الدين الإسلامي، ونكلوا بالمسلمين شر تنكيل، وتفننوا في صور التعذيب والإضطهاد، شيء مثير للسخرية، ويبين كم حجم الضرر الذي ابتليت به الأمة الإسلامية من أناس يدعون الصلاح والتقوى والرقة، وهم ذئاب متوحشة، تلبس مسوح التقاة الورعين كذبًا.
تنظيم داعش الذي زلزل الحكومات، الغربية والعربية، وأزكمت أفعاله البشعة أركان العالم، وتم تجييش الجيوش في قوات التحالف العالمي للقضاء عليه، أصبحوا مجرد فلول تختبئ في قرية صغيرة وتبكي زعيمها الراحل، كل ذلك يدعونا للتساؤل؟ هل كانت داعش فعلا تستحق كل هذا العناء والتعب والتضخيم من الآلة الإعلامية العالمية، وهي مجرد قوة عسكرية لمليشيات خارجة عن القانون، ولماذا لم يقصف البغدادي من قبل، ولماذا لم تقم القوات العراقية بالقضاء عليها مسبقًا.
ماذا بعد داعش؟ سمعنا عن طالبان، ثم القاعدة، ثم ارهابيي تارة بورا، وأخيرا داعش، هل سوف تخرج لنا المخابرات العالمية أو الإسرائيلية وحشًا آخر تتمترس خلفه لتنشر الرعب والقتل حول العالم، ينبغي أن نكون أكثر عقلانية المرة المقبلة.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
لا تنظر للخلف طالما أن وجهتك هي للأمام.