من المتعارف عليه إن تنظيم داعش الإرهابي يملك من الدعم الدولي الكبير من حيث الأموال والعدة والسلاح وحتى العدد أو العديد, الأمر الذي جعله يسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا وكذلك مكنته من أن يقف بوجه التحالفات الدولية الكبيرة على مدى أكثر من سنتين, وقد اعترف بذلك الأمر قادة العالم أجمع وصرح أكثرهم بأن الحرب على تنظيم داعش الإرهابي يحتاج إلى سنوات عديدة وفق معلومات استخباراتية موثوقة, وواقع الحال أكد ذلك حتى إن هذا التنظيم تمكن من السيطرة وبسط هيمنته على منطق عديدة بعضها ما يزال تحت سطوته.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو ما الذي تغير ولماذا إندحر تنظيم داعش الإرهابي وبات يقاتل في جيوب وبعض المناطق التي لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ؟ لماذا حصلت العديد من الصراعات الداخلية في تنظيم داعش الأمر الذي أدى إلى إعدام بعضهم وهروب آخرين وتوبة عدد كبير منهم وهذا بحسب ما صرح به الإعلام المحلي والعالمي؟ هل هي بسبب المواجهة العسكرية ؟ فالذي تغير في هذا الخصوص فالمواجهة العسكرية قبل أكثر من سنة هي ذاتها التي تحصل الآن, نفس التحالفات ونفس التحشيدات العسكرية لمواجهة تنظيم داعش, إذن ما سبب هذا الإنكسار وسبب هذا التصدع في تنظيم داعش الذي توقع العالم أجمع وبحسب مصادر استخباراتية موثوقة إن حرب التحرير تحتاج لسنوات طوال الأمر الذي جعل تنظيم داعش ينهزم بصورة مخالفة لما تم توقعه؟…
الجواب يكمن في جانبين وهم؛ الجانب الأول وهو العزيمة والإصرار والثبات عند الجيش والقوات الأمنية العراقية والتضحيات الجسام التي قدمها أبناء العراق في سبيل التحرر من هذا التنظيم الإرهابي التكفيري الدموي.
الجانب الآخر وهو الحرب الفكرية والعقائدية التي ضرب عقيدة الدواعش في الصميم الأمر الذي أدى لزرع التفرقة بين صفوفه وهذا ما جعل هذا التنظيم يقدم على إعدام العديد من عناصره وتوبة بعضهم وهروب آخرين بعدما إنكشفت لهم حقيقة الفكر والعقيدة المنحرفة الضالة الخرافية الأسطورية التي يعتقد بها الدواعش, الأمر الذي أدى لتصدع هذا التنظيم وساهم في خلق شرخ واضح وكبير في صفوفه وبالتالي ساعد على سهولة هزيمة في ساحات المعارك والتحرير, فكانت الحرب العقائدية والفكرية التي شنها المرجع الأستاذ الصرخي لها الدور الكبير والبارز في هز العقيدة التيمية التكفيرية لدى عناصر تنظيم داعش فحول دولتهم إلى دولة خرافة من خلال المقارعة الفكرية والعلمية ببحوث فقهية, أصولية, منطقية, فلسفية, عقائدية, تاريخية واضحة ومبسطة قرعت أذهانهم وكانت بمثابة الصعقة لهم فبينت حقيقة عقيدتهم الأسطورية وخرافية فكر ابن تيمية ومروقه عن الإسلام وشذوذه عن السنة النبوية المطهرة.
فكان وكما بينا لهذه المقارعة الفكرية الدور البارز في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي والتي تجلت ببحوث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول « صلى الله عليه وآله وسلم ») وبحوث ( وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) ولمن يريد أن يطلع عليه سوف نذكر له روابط تلك البحوث في نهاية هذه السطور, فكانت تلك الحرب الفكرية على أصل الفكر الداعشي التيمي الإرهابي هي أبزر وأهم الأسباب التي ساعدت على هزيمة داعش وهي التي قدمت التسهيلات للمعركة العسكرية فلولا تلك المحاضرات والبحوث لما وجد الصدع والإنشقاق داخل تنظيم داعش الإرهابي ولبقي محافظاً على عنصر قوته في تماسك أفراده وكذلك كان بالإمكان بأن يحصل على الدعم والزخم بالأفراد والعناصر لكن تلك المحاضرات التي قدمها المحقق الصرخي حالت دون ذلك لتكون هي الرمح الفكري الذي أطاح بذلك التنظيم الإرهابي عقائدياً لتجعل الحرب العسكرية عليه تحقق المطلوب وتتكلل بالنصر.