أيام معدودة وتنتهي مهلة المطالب الخليجية للقيادة القطرية، وبكل صدق وإخلاص نتمنى أن تعود قيادة قطر إلى رشدها وحضنها الخليجي الطبيعي، دونما مكابرة وعناد، ودونما استقواء بالأجنبي، وتجنب شعبها الشقيق كل الاحتمالات الواردة؛ لأن المطالب لا تفاوض فيها، على الرغم من أن بعض الوسائل الإعلامية نشرت قبول قيادة قطر بالمطالب أو بعضها، إثر الاجتماع المنعقد في واشنطن بمشاركة وزراء خارجية أمريكا وقطر ووزير من الكويت.
جريدة السياسة الكويتية أشارت إلى أن أبرز نقاط الاتفاق المزمع توقيعه الأسبوع المقبل في الكويت -إذا وافقت السعودية والإمارات والبحرين ومصر عليه- خمسة بنود أساسية هي: مغادرة الداعية يوسف القرضاوي و«حماس» الدوحة، مع عودة القوات التركية التي وصلت إلى الدوحة بعد الأزمة إلى بلادها، بجانب مراقبة التحويلات المالية القطرية إلى الجهات المقاتلة، مع تقديم قطر كل المستندات الخاصة بالمنظمات الموجودة على أراضيها للجهات الأمنية الأمريكية، بالإضافة إلى تقليص برامج التحريض وإثارة النعرات في قناة الجزيرة والتعهد بعدم مهاجمة دول الخليج ومصر.
وسواء كانت موافقة قيادة قطر على المطالب الخليجية أو على نقاط الاتفاق، فإن الهدف الأساسي هو حفظ الأمن والاستقرار، ومكافحة الإرهاب، ووقف تمويله ودعمه، وبإمكان قيادة قطر في هذه اللحظة التاريخية المفصلية أن تجنب شعبها كل التداعيات والمخاطر والاحتمالات، إن هي استمعت لصوت العقل والحكمة والمصلحة الخليجية العربية.
سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، نشر بالأمس قصيدة بعنوان «الدرب واضح»، وهي رسالة سياسية مخلصة وأمينة، وجه فيها نداءه إلى قيادة قطر، بعد أن نقضت الوعود والعهود، وتجاهلت محيطها الطبيعي مع الدول الخليجية، مؤكدا سموه أن أبواب الحوار لا تزال مفتوحة للعودة إلى البيت الخليجي.. ونأمل أن تتجاوب قيادة قطر مع النداء الخليجي، بدلا من أن يخرج علينا بعض «تجار الشعر»، لا لينصحوا قيادة قطر، وإنما ليردوا على أشعار سموه بقصائد دون المستوى، الغرض منها تصعيد الوضع والمكابرة.
يقول سمو الشيخ محمد بن راشد في قصيدته «الدرب واضح»، بعد أبيات شعرية رائعة في علاقته الوطيدة مع أخيه سمو الشيخ محمد بن زايد، موجها نداءه إلى قيادة قطر، وهذا جزء من القصيدة:
ومـنْ سـالفٍ في الوقتْ عشنا زماني … مـــعْ جـارنـا والـجـارْ أخْـلَـفْ رهـانـهْ..
والـجارْ قَـبلْ الـدَّارْ جـا فـي الـمعاني … وكـنَّـا نـعـينهْ وهــوٌ لـنـا فــي الإعـانِهْ..
مــنْ مـنـبَتٍ واحــدْ وشَـعـبْ وكِـياني … دَمْ ولَــحَـمْ واحدْ وأرضْ وديــــانِــــــهْ..
وتَــدري قـطَـرْ أنَّــا لَـهـا ظِــلْ دانــي … عــنْ الـغـريبْ وعــنْ ضـعـيفْ الـمكانهْ..
مــا هـي مـصالحْ بـالسياسهْ تـهاني … يـا غـيـرْ خـــوِّهْ جـــارْ والــحَـظْ خـانِـهْ..
وواجـــبْ عـلـيـنا نـنـاصحهْ بِـلْـعلاني … إنْ حَــطْ لــهْ أفـعـىَ رَمِــلْ فـي ثـبانِهْ..
وأحِـــسْ أنَّ الــوقـتْ يـكـفـي وحـــانِ … والــشَّـرْ نـسـعـىَ كـلِّـنـا فــي دفـانـهْ..
ونـرجـعْ إلى وحــدَةْ قـلـوبْ ومـعاني … نـحـمي بـعـضنا دونْ حـقدْ وضـغانهْ..
و«الـــدَّربْ واضـــحْ» مـنـهجهْ بـالـعياني … والــبــابْ مــفـتـوحٍ ومــحــدَّدْ مـكـانـهْ..
ودربٍ إلى الـرحـمنْ خـيـرْ وجـنـاني … أحسَنْ منْ الشِّيطانْ وأهلْ الشِّطانِهْ..
وإنْ مـا بـغـيـتـوا دربــنــا بـامـتـنـاني … فــكــلْ واحـــدْ لـــهْ طـريـجـهْ وشــانـهْ.
فهل تستجيب قيادة قطر وتسلك «الدرب الواضح».. أم أنها ستستمر في عنادها، وتتسبب في ضياع شعبها الشقيق..؟؟
نقلا عن صحيفة أخبار الخليج البحرينية