قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن “الناس يفرون من سوريا ليس بسبب نظام بشار الأسد، بل بسبب تنظيم (داعش )”، مشيرا إلى وجود “أساليب مختلفة للأحداث في سوريا، والناس لا تهرب من نظام بشار الأسد، هم يهربون من (داعش)، الذي استولي على مناطق واسعة في سوريا والعراق حيث ترتكب فظائع هناك”.
وقال بوتين، في تصريحات للصحفيين، على هامش المنتدى الاقتصادي للشرق الأقصى الروسي، حسبما أفادت وكالة أنباء «نوفوستي»: “ما يتردد بشأن استعداد روسيا حاليا لعمل عسكري لمكافحة (داعش) سابق لأوانه”، مؤكدا أن “موسكو تقدم دعما عسكريا ملحوظا لسوريا، من خلال توريدات أسلحة ومعدات حربية روسية والمساعدة في إعداد كوادر للقوات المسلحة السورية”، مشيرا إلى أن موسكو تنفذ كل العقود العسكرية في هذا المجال التي أبرمتها مع دمشق سابقا، وأنه من السابق لأوانه الحديث عن استعداد روسيا للمشاركة في عمليات عسكرية ضد تنظيم “داعش”.
وأشار بوتين إلى أنه ناقش مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، هاتفيا إنشاء «تحالف دولي ضد الإرهاب»، وقال: «نرى ما يجري على الساحة حيث يوجه سلاح الطيران الأمريكي ضربات جوية معينة إلى(داعش)»، غير أن فعالية هذه الضربات غير عالية حتى الآن»، مؤكدا أن موسكو، حسب ما أوردته وكالة أنباء «سبوتنيك»، ستواصل مشاوراتها بشأن مكافحة تنظيم «داعش» مع دول المنطقة.
واتهم الرئيس الروسي الدول الأوروبية بأنها تتبع السياسة الأمريكية بشكل أعمى تجاه المهاجرين، وأضاف أن السبب في أزمة الهجرة الحالية في أوروبا يعود إلى السياسة الخاطئة للغرب بما في ذلك الولايات المتحدة في التعامل مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرا إلى أن «روسيا حذرت شركاءها بشأن التبعات المحتملة قبل عدة أعوام»، وأنها أزمة كانت متوقعة.
وتساءل: «إلى أي شيء تهدف هذه السياسة؟ إن هذا الفرض للمعايير دون الوضع في الاعتبار المحددات التاريخية والدينية والقومية والثقافية لتلك المناطق قبل كل شيء سياسة الشركاء الأمريكيين»، معربا عن دهشته من مدى انتقاد وسائل الإعلام الأمريكية لأوروبا بسبب القسوة في التعامل مع المهاجرين، مؤكدا أن «الولايات المتحدة غير متأثرة بهذا التدفق للمهاجرين في حين أن أكثر من يعاني هو أوروبا التي تتبع تعليمات واشنطن دون تفكير».