أخيراً استجابت مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبات الدولية، وقررت تشكيل مجموعة عمل عالمية لتوحيد جهودها بحذف المحتوى المتطرف من منصاتها.
فيسبوك ويوتيوب ومايكروسوفت وتويتر خضعت للتهديدات الغربية، سواء من الولايات المتحدة أو أوروبا، وقالت إنها ستتبادل الحلول الفنية لحذف المحتوى الإرهابي وستتعاون بشكل أوثق مع خبراء في مكافحة الإرهاب من أجل تفعيل عمل المجموعة، كما أنها ستتواصل مع منظمات المجتمع المدني وأكاديميين وإعلاميين لمتابعة المحتوى وعدم منح التنظيمات فرصة لاستغلال منصاتها.
خبر يد، ما كنا سنسمعه لو لم تتعرض تلك الدول لعمليات إرهابية في الأشهر الأخيرة هزت مجتمعاتها، وكادت تطيح بحكوماتها، فقد كانت تلك المنصات هي المتهم الأول، فهي التي توفر بيئة تواصل بين المجرمين، وتتيح لهم تبادل المعلومات، وتحديد الأهداف، واختيار الضحايا، وخرائط الوصول إلى المواقع، وقد قالت رئيسة وزراء بريطانيا ذلك علانية، ومنحت المحتكرين الأربعة مهلة لتصحيح الأوضاع أو العقوبات، وتبعتها دول أخرى في أوروبا مثل فرنسا وألمانيا، ولحقت بها الولايات المتحدة بعد ازدياد عمليات الطعن والقتل.
فقد كانت تلك المواقع تكابر عندما تسمع أحداً يطالبها بتنقيح المحتوى، وادعت أكثر من مرة على ألسنة أصحاب المليارات «غيتس» و«زوكربيرغ» أن الرقابة مستحيلة، والحذف أكثر من مستحيل، ورفعت في وجه العالم رايات حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان، وحقوقها في تحقيق الإيرادات، والتي وصلت من الإعلانات فقط في العام الأخير 110 مليارات دولار، واستكثرت تخصيص جزء بسيط منها لفرق المتابعة والرصد والحذف، فهي خائفة على جيوب أصحابها، ولا يهمها الدماء التي تسيل بسبب مواقعها.
نتمنى أن تنجح جهود مواجهة الإرهاب عبر المواقع، ومع ذلك نريد أن نذكر فيسبوك وأخواتها أن الإرهاب ليس «داعش» و«القاعدة» فقط، وأن المحتوى الذي نراه يتضمن أشكالاً من التطرف والشذوذ والانحراف والإرهاب ترتكبه جهات أخرى غير التنظيمات المسلحة، هناك إرهاب دول، وهناك إرهاب طوائف، وهناك إرهاب مذهبي، وهناك إرهاب فكري، وهناك مستخدمون يُساء إليهم ويجب أن يُسمع صوتهم.