تجاوزت مسألة القاعدة التركية في قطر بشكل جعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يبدو ناطقا باسم الدوحة يدافع عنها ويتحدى جيرانها ويتدخل في شأن عربي داخلي دون مبرر سوى الإيديولوجية الحزبية وذلك بعد تداول وسائل الإعلام الإقليمية والدولية لتصريحاته .
وبدا أردوغان بموقفه يعكس رؤيته الحزبية والإيديولوجية أكثر من ترجمة مواقف ومصالح بلاده الإقليمية والدولية، إذ لم يختلف عن الشخصيات الإخوانية ووسائل إعلامها التي تذود عن قطر وتهاجم مقاطعيها.
وهذا ما أكده الباحث السياسي التركي فائق بلوط في تصريحات لـ«سكاي نيوز عربية»، حيث قال إن «الإيديولجية الإخوانية هي ما دفعت القيادة التركية الحالية للقيام بمجازفات أو مغامرات في المنطقة وهي النقطة التي جمعت بين قطر وتركيا».
أما بشأن إشكالية القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، فقد اعتبر رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، فهد الشليمي، أنها «مشكلة لأنها ستوفر دعما لجماعات حزبية كان لدول الجوار القطري تجارب سيئة معها، ولأنها تمت دون موافقة الجيران».
ذلك فضلا عن أن الأزمة بين قطر وجيرانها ليست عسكرية بأي حال لتستقدم قوات أجنبية إلى أراضيها.
رئيس تركيا أبدى انزعاجه من الانتقادات التي وجهت للدوحة بشأن القاعدة العسكرية، بل ذهب أبعد من ذلك وتحدث بلسان قطر، واستخدم مصطلحات العقوبات والحصار التي تروج لها الدوحة، ولجأ إلى تعبيرات خرجت عن اللباقة الدبلوماسية.
فقال في إشارة إلى منتقديه «أجد تورطهم مع اتفاق التعاون الدفاعي مع قطر الذي بدأ في عام 2014 موقفا قبيحا جدا جدا. لا أجد هذا الموقف تجاه قطر صحيحا على الإطلاق».
ثم قرر أردوغان أن يستنجد بالمنظمات الصحفية في العالم للدفاع عن قناة الجزيرة القطرية التي كان لها دور واضح في الترويج لجماعات إرهابية وزعزعة الاستقرار في دول عربية.
وقال الرئيس التركي «الآن أدعو على وجه الخصوص المنظمات الصحفية في العالم، ماذا تنتظرون؟ ما الذي تدعمونه؟ هناك الآن محاولة لمنع عمل منظمة إعلامية دولية (الجزيرة) التي تم سلب حريتها الصحفية؟ ما الذي تدعمونه، أنتم بحاجة إلى أن تتكلموا. إنهم لا يتكلمون».
هذا على الرغم من حقيقة أن أردوغان جعل تركيا من بين أسوأ البلدان في حرية الصحافة والإعلام، مع تكميمه كل أصوات لا تتفق مع خط حزبه.
وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة أغلق أردوغان 185 وسيله إعلامية واعتقل 301 صحفي، إلا أن تغوله على الصحافة والإعلام يعود إلى ما قبل تلك المحاولة.
وبعد أن اختار أردوغان أن يكون في صف الداعمين للتطرف، قال «سعينا لتقديم كل ما نستطيع من دعم لدولة قطر.. وسنواصل السعي للقيام بذلك».