باتت قطر صاحبة أطول سجل دموي في الإرهاب، عبر تدخلها في دول المنطقة وزرع بذور الفتن في ربوعها من دولة لأخرى، لترتدي الدوحة عباءة الذئب الذي يمثل دور الواعظ والناصح الآمين.
وشهد التدخل القطري إزدواجية واضحة في لبنان في يوليو 2006، حين دعمت حزب الله اللبناني الذي أدخل البلاد في حرب عبثية مع إسرائيل، وذلك عبر تحويل أموال للحزب لتمويل صفقات أسلحة عبر إيران.
وبعدها، ظهرت الدوحة على أنها منقذ للشعب اللبناني، فقامت بدفع تعويضات للمتضررين من الحرب وإعادة بناء مناطق الجنوب التي تم تدميرها بشكل شبه كامل.
ثم بقدرة قادر يخرج الإرهابي شاكر العبسي من سجن صيدنايا السوري، بعد قتله للدبلوماسي الأميركي لورنس فولي في العاصمة الأردنية عمان، ليدخل إلى لبنان ويؤسس جماعة “فتح الإسلام” بدعم مباشر وصريح من قطر.
وقد جر العبسي الجيش اللبناني في 2007 إلى حرب دامية في مخيم نهر البارد شمالي لبنان، وظهر على شاشة الجزيرة بوصفه “مجاهدا وبطلا”.
أما في سوريا، فالتدخل القطري بدأ منذ بداية الأزمة في 2011، من خلال دعم جماعات إرهابية منبثقة من رحم جماعة الإخوان أو القاعدة.
وقامت مجموعات إرهابية ومنها “جبهة النصرة” المدعومة من قطر بخطف أجانب وعرب، لتتدخل بعدها قطر كوسيط لإتمام صفقات إطلاق سراح المخطوفين مقابل فدى مالية.
ثم تظهر قطر من جديد على أنها منقذ يسعى إلى إيجاد حلول سياسية للأزمة التي حلت بسوريا.
ولم تقف مهزلة قطر في سوريا عند هذا الحد، بل لعبت فصائل مسلحة في سوريا، منها إرهابية تدعمها قطر، على إبرام صفقات مع ميليشيات إيرانية وحزب الله والحكومة السورية، تخلي من خلالها مناطق في حلب وريف دمشق تحت ستارة المصالحات والهدنة.
كما دخلت قطر إلى سوريا تحت اسم “المنظمات الإغاثية” التي عملت في أغلبية المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية.
وقد انكشف أمر تلك المنظمات في 2015، ليتضح أنها تدار من قبل أمراء حرب وتنظيمات إرهابية تابعة للإخوان والقاعدة.
وفي مصر، كان للمال والإعلام القطريين دور بكل ما مرت به تلك البلاد منذ عام 2011 حتى اليوم.
وكادت أن تصل قطر إلى مبتغاها مع إيصال محمد مرسي إلى سدة الرئاسة وتمكين جماعة الإخوان الإرهابية من مفاصل الدولة.
ورعت قطر جماعات إرهابية مختلفة في مصر عبر تقديم المال لها في عدد من المحافظات.
وبعد كل هذه المعطيات المبنية على وقائع ملموسة، تعيش قطر الآن في جو القطيعة الذي تسببت به، وبدل أن تنصاع لمطالب أشقائها ها هي تغذي النفوذ الأجنبي لتوسع نفوذ الإرهاب ومموليه وتلقي بنفسها إلى عزلة قد لا يدركها الوقت للخلاص منها، لكن هذه المرة لن يفيد معها الزيف والخداع.