اطلقت وزارة الخارجية الاميركية اول امس الثلاثاء، حملة للافراج عن 20 امرأة مسجونات في عدة دول من بينها الصين وايران وسوريا وبورما واثيوبيا وتعتبرهن الولايات المتحدة الامريكية “معتقلات سياسيات”، من أجل لفت الانتباه إلى محنة النساء المعتقلات لأسباب سياسية، في دول العالم المختلفة.
واختار مكتب حقوق الإنسان والديمقراطية في وزارة الخارجية الأمريكية المعتقلة السورية “رشا شربجي”، لتكون من بين هذه الحالات، بعد ترشيحها من قبل “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
ثلاث مرشحات سوريات
رشحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ثلاث حالات وهم الدكتورة “رانيا العباسي” والدكتورة “فاتن رجب” والسيدة “رشا شربجي”، وتعاني الحالات الثلاث من انتهاكات حقوق الإنسان وتختلف ظروف الاحتجاز والاعتقال فيما بينهم، فبالنسبة لـ”رشا شربجي” فهي معتقلة تعسفيًا بينما “العباسي” و”رجب” مختفيات قسرًا.
الام واطفالها الخمس
اعتقلت “رشا شربجي”، من مواليد مدينة “داريا”،عام 1982، وهي حامل بتوأم، مع أبنائها الثلاثة وشقيقتي زوجها في 22 مايو 2014 من مركز الهجرة والجوازات في العاصمة السورية “دمشق”، أثناء قيامهم باستصدار جوازات السفر، بشكل تعسفي وبدون مذكرة اعتقال او توضيح للسبب وذلك للضغط على زوجها “أسامة عبار” ليسلم نفسه.
غرق الاب
أفرجت سلطات النظام السوري، عن شقيقتي زوج “رشا”، ونقل أطفالها إلى ميتم SOS للأطفال في مدينة “قدسيا”، ومنع أفراد عائلتهم من زيارتهم، في حين مات زوجها “أسامة” غرقًا أثناء محاولته الهجرة نحو أوروبا من الشواطئ الليبية في أكتوبر 2014.
حملة اطلقوا سراح الـ20
اعلنت عن الحملة “سامنتا باور” السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة فى مؤتمر صحفي في مبنى وزارة الخارجية في “واشنطن” حملة “فري ذي 20” (اطلقوا سراح ال20) امرأة “المعتقلات ظلما” و”المحرومات من حريتهن”.
واوضحت “باور” ان اطلاق هذه الحملة يتزامن مع الذكرى السنوية العشرين لاعلان بكين بشأن حقوق المرأة والذي وقعته 189 دولة في 1995 بحضور هيلاري كلينتون التي كانت يومها السيدة الاميركية الاولى.
مساعدة الصحفيين والنشطاء
ودعت الدبلوماسية الامريكية الصحفيين والناشطين الى نشر معلومات عن المعتقلات العشرين، موضحة انها ستقوم حتى 27 من سبتمبر الجاري بالحديث عن واحدة من الناشطات المسجونات كل يوم ليس بسبب الظلم بل لانهن يمثلن احد وجوه القضية.
ومن المقرر ان يعقد مؤتمر دولي جديد حول حقوق المرأة في 27 سبتمبر الجاري في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، بحسب باور.
وقالت السفيرة الاميركية مخاطبة الدول المعنية “اطلقوا سراح هؤلاء النسوة العشرين واطلقوا سراح النساء والشابات اللواتي لا تحصى اعدادهن والقابعات مثلهن خلف القضبان، لان هؤلاء النسوة العشرين لا يمثلن الا جزءا بسيطا جدا من جميع اللواتي هن حاليا مسجونات ظلما”.
واضافت ان الدول التي تحتجز هؤلاء “السجينات السياسيات” العشرين ليست بدورها سوى “جزء من الحكومات في العالم التي تعتقل نساء بسبب ممارستهن حرياتهن الاساسية”.
المحامية الصينية
واولى الناشطات اللواتي تحدثت عنهن “باور”، كانت “وانغ يو” المحامية الصينية البالغة من العمر 44 عاما والمعتقلة منذ يوليو الماضي، وقالت باور: “سنواصل الصراخ باسم وانغ يو وباسماء نساء اخريات في الايام المقبلة”.
واضافت ان “وانغ وبسبب عملها تعرضت لمضايقات وتهديدات وحملة تشهير من قبل الاعلام الحكومي، وهي معتقلة منذ 9 يوليو وكذلك زوجها”، مشيرة الى انها “قالت انه لا يمكن اخفاء الحقيقة طويلا”.
وتابعت “سنواصل ذكر اسم وانغ يو وغيرها في الايام المقبلة”.
خديجة اسماعيلوفا
ستكرم خلال الايام القادمة “خديجة اسماعيلوفا “(39 عاما) ،الصحفية الاذربيجانية وهى السيدة التالية على اللائحة، والتى حكم عليها بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بتهمة التهرب الضريبي وجرائم اقتصادية اخرى.
وكانت “واشنطن” احتجت بشدة على توقيف وسجن “اسماعيلوفا” مشيرة الى ان المحكمة رفضت الاستماع لتفسيرات اذاعة “اوروبا الحرة” التي تعمل الصحفية لديها.
تضم لائحة الدول التي تحتجز النساء الـ18 الاخريات “اثيوبيا، بورما، فيتنام، اذربيجان، اريتريا، ايران، روسيا، فنزويلا، سوريا، اوزبكستان، وكوريا الشمالية”.
معاملة خاصة لمعتقلات كوريا الشمالية
اوضحت السفيرة الامريكية ان التعامل مع كوريا الشمالية سيكون مختلفا حيث سيتم تكريم كل النساء الكوريات المسجونات ظلما ولن تكرم سيدة بعينها لما قد يسببه ذلك من اجراءات انتقامية ضدها من قبل حكومتها.
كوبا خارج القائمة
وردا على سؤال عن سبب غياب كوبا مثلا عن هذه اللائحة، وعما اذا كان لذلك علاقة باعادة العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا قالت السفيرة باور ان “هذه القائمة رمزية وليست شاملة”.