لا يمكن لأي مواطن خليجي يراقب الأزمة الراهنة في الخليج إلا ويضع يده على قلبه… فالأمر جلل، وهو الأسوأ في تاريخ المنطقة الذي يخيم على خليجنا…!
أما نحن في الكويت، فإننا اصبحنا أكثر المعنيين بهذه الازمة وأكثر مَنْ لهم مصلحة في أن تنتهي على خير… ويكفينا ما حولنا من موج متلاطم!
هذا الحدث المفاجئ والمقلق بين المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، هو شرخ كبير يهدد كيان بيتنا الخليجي ومجلس تعاوننا الذي وضعنا كل امالنا وأحلامنا فيه… نحن وأجيالنا!.
ولذا فإننا نشعر بالحزن يقطّع أكبادنا ونحن نشاهد تداعيات الامور. ونعلم ايضا انه بين الشقيقة الكبرى وبقية الاشقاء، يصبح حالنا «إن رفعناها في الشارب وإن طمناها في اللحية».
لكنه قدرنا، أن نفزع للأشقاء… وكان أميرنا الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، في مقدمتنا كعادة سموه يقودنا الى ما يحمي بلدنا ويحمي بيتنا الخليجي… وقد هان لديه كل شيء من أجل القيام بهذه المساعي وتقديم المساندة للأشقاء في هذا الوقت العصيب.
وكما قال سموه «أنا عايشت اللبنة الأولى لبناء هذا المجلس منذ نحو أربعة عقود، ولذا ليس سهلاً على مَنْ مثلي عندما يكون حاكماً أن يقف صامتا من دون أن يفعل كل ما باستطاعته للتقريب ين الاشقاء وهو واجب لا استطيع التخلي عنه».
ان كل انظار الخليج بل العالم بأسره تنتظر نجاح مساعي سموه، وها هو الاتحاد الاوروبي والولايات المتحده وروسيا، وقبلهم شعوب الخليج يؤكدون ثقتهم بحكمة سموه ويتمنون نجاح مهمته.
أما نحن فإن ثقتنا بقدرة سموه على حل هذه الأزمة تصل إلى حد اليقين، لأننا نعرف أن سموه صاحب مخزون ديبلوماسي من الطراز الرفيع… وبإذن الله سيفرح أهل الخليج بنتائج مساعي سموه الخيره حفظه الله وجازاه الخير في هذا الشهر الفضيل.
وحتى تكتمل هذه الجهود وتحقق مبتغاها، يتوجب علينا جميعا كمواطنين أن نكون على قدر المسؤولية في التعامل مع هذا الحدث الجلل وأن نكون سندا لجهود سمو الأمير… وهذا يستدعي أن يبتعد البعض عن الاصطفاف في هذا الجانب أو ذاك.
إن الجميع يعرف أن المملكة العربية السعودية هي عمقنا الاستراتيجي وملاذنا بعد الله في المحن… جربونا في ماضي السنين وعرفوا فزعتنا… وجربنا فزعتهم الكبرى عندما كدنا نضيع في غياهب احتلال «الشقيق».
ونعرف أيضا مواقف بقية اشقائنا في الخليج ومنهم شقيقتنا قطر.
لسنا من ناكري المعروف، حاشا لله. ولسنا ايضاً «محايدين»… لقد فزعنا منذ اللحظة الأولى خلف حكيمنا لاحتواء تداعيات هذا الحدث الجلل، ولعبنا الدور الايجابي الذي عرفت به بلادنا وسنستمر إلى ان تهدأ النفوس وتزين الأمور، وكلنا تفاؤل بذلك.
أما «مرتادو تويتر» هنا وهناك، فنقول لهم هنا: استشعروا خطورة ما نحن فيه وكونوا سندا لجهود قيادتكم وبلدكم، واحسبوا حساب كلماتكم «وهاشتاقاتكم»، فربما تفسد ما يراد إصلاحه.
ونقول لمن هم هناك، لا تصبوا الزيت على النار فيكفيهما ما فيهما من زيت، وعلينا جميعاً أن نخمد منها ما نستطيع.
نعرف جيدا أن الكثير من الاسماء في «تويتر» مستعارة، وأن بعض «الهاشتاقات» موجهة ومقصود فيها إيقاع الأذى والضرر وإحداث الفتنة.
لذا وجب علينا أن نتوجه لزملاء المهنة أهل الإعلام، بأن يتصدروا المشهد من أجل خلق رأي شعبي خليجي يدعم جهود المصالحة.
كما أن هناك عتباً شديداً لا بد من أن نوجهه إلى بعض إعلامنا الخليجي، الذي فقد زمامه وافتقد أبسط مقومات المهنية وأنساق وراء أهداف المغرضين… بعلم أو بغير علم.
نعود ونقول ونؤكد أن الحدث جلل.
والكلمات محسوبة… ولا يصح فيها الاجتهاد «الخاطئ».
فالمجتهد المخطئ هنا آثم.
وعلينا جميعا أن نتحرى الصدق والمصداقية.
وأن نضع مستقبلنا وأبناءنا وأجيالنا أمام أعيننا.
حتى لا يصبح كل ذلك في مهب الريح.
والله المستعان… وهو خير حافظ.
نقلا عن صحيفة الراي الكويتية