اخترنا لكغير مصنفنون والقلم

دولة قطر والمسلك الخطر !!

قال الشاعر :
ومن العجائب والعجائب جمة
قرب الشفاء وما إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورها محمول
من الأمثال الرومانية (الحصاة الصغيرة تقلب عربة كبيرة) ومن الواضح أن الخلاف الذي نشب بين دول خليجية بالإمكان حله في البيت الخليجي وضمن منظومة مجلس التعاون وهو ماتسعى له الوساطة الكويتية منعا لتدويل الخلاف ودخول أطراف خارجية تزيد الطين بلة.
بعد مرور أسبوع على انخاذ المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ومملكة البحرين إجراءات لمقاطعة قطر للضغط عليها لتنفيذ الشروط العشرة التي تقدمت بها تلك الدول لإنهاء الخلاف وعودة الأمور إلى طبيعتها ولكن قطر لها موقف آخر.
نعتقد أن دولة قطر تسلك المسلك الخطر إذا هي فكرت بالاستقواء بدول خارجية مثل إيران وتركيا في مواجهة الدول الثلاث ومن ورائهم جمهورية مصر ودول أخرى قطعت علاقتها الدبلوماسية بدولة قطر وكان الأجدر بوزير خارجية قطر أن يقوم بزيارة للرياض ولقاء خادم الحرمين الملك سلمان بدل زيارة روسيا وفرنسا ودول أخرى بدون أي نتيجة تذكر فهناك موقف دولي جديد يطالب قطر بتنفيذ مطالب الدول الخليجية الثلاث .
إن دولة قطر كانت تعول على الموقف الأمريكي وكذلك الروسي ولكن النتيجة كانت مخيبة للآمال بالرئيس الأمريكي ترامب كان واضحا في تصريحه حيث قال إن معاقبة قطر عمل إيجابي وأن مايحدث هو معركة ضد الدول الداعمة للإرهاب ويقصد هنا دولة قطر التي تورطت بعلاقات مشبوهة مع دول وتنظيمات إرهابية.
إن الظروف الدولية التي كانت تراهن عليها قطر أن تكون لصالحها هي اليوم في الاتجاه المعاكس لسياسة قطر فالرياح اليوم تجري بما لاتشتهي السفن فإن عهد الرئيس الأمريكي السابق أوباما قد انتهى فهو كان يغض الطرف إن لم يشجع قطر في سياسة دعم التنظيمات الإرهابية.
المثل يقول (الاعتراف بالخطأ فضيلة) والمطلوب من دولة قطر أمام هذا الكم الهائل من الأدلة الموثقة التي لا تقبل الشك أن لاتعاند أو تكابر وحتما الوقت ليس في صالح قطر فهناك خسائر بالمليارات تتكبدها قطر يوميا وهناك شكوك حول مقدرتها استضافة بطولة كأس العالم سنة 2022 ولذلك من الحكمة أن توافق قطر على شروط الدول الخليجية الثلاث وكفى المؤمنين شر القتال .
إن إطالة أمد الخلاف سوف تكون له تداعيات خطيرة لعل أولها تدويل الأزمة والسماح لدول أخرى مثل إيران وتركيا بالتدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج مما يهدد أمن واستقرار ليس قطر فقط ولكن المنطقة برمتها وهو ما يسعى إليه الراعي الرسمي للإرهاب نظام الولي الفقيه وأيضا النظام الصهيوني الذي يريد تمزيق الدول العربية وقطعا هناك أطماع تركية للوصول إلى مياه الخليج الدافئة.
نأمل أن تثوب القيادة القطرية إلى رشدها وتغلب صوت العقل والحكمة وتسعى إلى رأب الصدع الخليجي بالتجاوب مع مطالب الدول الخليجية الثلاثة والتخلي عن مسلك دعم التنظيمات الإرهابية لأنه محفوف بالمخاطر والرجوع إلى حضن مجلس التعاون الخليجي ولاتبعثر الأموال الطائلة بالخارج ومثال على ذلك دفعها مليار دولار لتنظيم إرهابي نظير الإفراج عن الصيادين القطريين فالشعب القطري أولى بهذه الأموال فهل نشهد عرس خليجي بقدوم عيد الفطر المبارك بعودة قطر إلى مجلس التعاون الخليجي وعودة العلاقات إلى سابق عهدها مع الدول الخليجية التي قطعت علاقاتها معها وهو لاشك حلم ينتظره كل مواطن خليجي .

نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى