الإرهاب هو الداء الذي يهدد المنطقة والعالم أجمع. تنظيمات متطرفة ارتكبت جرائم ومجازر في حق الرجال والنساء والأطفال، هجمات إرهابية متكررة تخلف ضحايا أبرياء، أفكار متشددة، وعقول منغلقة، وأحقاد غير متناهية تهدد السلام والتسامح بين البشر.
الحرب ضد الإرهاب يجب أن تكون حربا شاملة لاقتلاع هذه النبتة الخبيثة، وتجفيف منابعها ومصادر تمويلها.
دولة قطر دفعت أموالاً وعمولات ضخمة للمنظمات الإرهابية وقوى الشر في محاولة منها للسيطرة على الشرق الأوسط، وسولت لها نفسها أن توظف هذه القوى الشريرة لأهدافها، وظنت أنها المستفيد الأكبر مما يسمى «الربيع العربي»، ومن نشر الفوضى ونزع الاستقرار في المنطقة، فسهلت للمنظمات الإرهابية المتطرفة خلق الإرهاب في الشرق الأوسط.
تقاسمت قطر مع قوى الشر دمار الوطن العربي، وقتل الإنسانية حول العالم، فحصيلتها من قتل الأبرياء بسبب سياساتها الداعمة للإرهاب في تزايد كل يوم، تعاونت استخباراتياً ضد أشقائها وجيرانها، فزرعت الخلايا الاستخباراتية والجماعات الإرهابية، وكانت أجهزة دول الخليج لها بالمرصاد، وتمت محاكمتهم بشكل علني وبالقانون، وأمام الرأي العام والمنظمات الحقوقية.
لم تكتف بذلك، فأخذت التوكيلات من قوى الشر لخوض معارك استخباراتية وإعلامية جديدة ضد دول الخليج العربي، ومصر، وليبيا، وسوريا، وبقية دول منطقة الشرق الأوسط، ففي دول الخليج زرعت الجواسيس، ومولت خلايا إرهابية هدفها زعزعة الأمن العام، والخروج على الأنظمة، والتخطيط لتفجيرات في الأماكن العامة والسيطرة على حكومتها، وفي مصر وليبيا وسوريا مولت المنظمات الإرهابية بالمال والسلاح لقتل الأبرياء.
تعددت طرق الإرهاب في العالم، وأخطرها تمويل حرب الشوارع، وعمليات التفجيرات. ولابد أن تدرك قطر أن الشعب المصري اليوم يعاني ألماً وحزناً شديدين على ضحاياه الذين راحوا بسبب تمويلها للجماعات المتطرفة في المنطقة، عمليات تفجيرية تروج للأسف باسم الدين، والدين منها براء، ومن آخرها ما أصاب أهل مصر في محافظة المنيا، في هجوم مسلح على حافلة تقل أطفالاً ونساء، تاركاً عدداً كبيراً من الضحايا الأبرياء بين قتيل وجريح في عملية إجرامية.
تورطت قطر كثيراً بتمويلها ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وصورت للشعب المصري بواسطة «قناة الجزيرة» أن هذه الجماعة هي الحل لإنقاذ الشعب المصري من الفوضى والفساد، ودعمت الحركات والجماعات الإرهابية، وواصلت تحريض الشعب المصري، ونشرت الفوضى في الشارع المصري، وأرجعت مصر إلى قرون ماضية كدولة تتحكم فيها جماعة إرهابية في عهد حكم الإخوان، وبفضل الشعب المصري الحبيب، وبإرادته أزاحوا الشر، ولموا الشمل الذي كان على وشك الانهيار. إن بقايا السموم الإرهابية إلى اليوم تسقيها قطر بهذا التمويل المخزي، واحتضان قيادات جماعة الإخوان المسلمين على أراضيها.
نتذكر صيحات الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي كان يصف دولة قطر بأنها طعنته في ظهره، إذ كانت قطر تمول وتخطط لحرب الشوارع في ليبيا، كما حالها الآن، فهي تمول التنظيمات الإرهابية اليوم في ليبيا وأمام مرأى من العالم، فتورد لها السلاح، وتزودها بالمال، وتصنع من أفرادها مجرمي حرب، وصانعي مجازر بالأبرياء في ليبيا، والدول المجاورة، وبالأخص مصر.
الموقف الأمريكي الحاسم من دولة قطر جاء على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث قال «قطر لديها تاريخ في تمويل الإرهاب على مستوى عالٍ جداً، واتفقتُ مع القادة العسكريين والمسؤولين على ضرورة أن توقف قطر تمويل الإرهاب، وقد حان الوقت الآن لدعوة قطر لوقف دعم الإرهاب». وهذه إحدى الشهادات التي تسجلها التاريخ بأن دولة قطر تشكل خطراً على أمن منطقة الشرق الأوسط والعالم، بعدما رفضت حكومة قطر التوجه إلى واشنطن للبحث عن حلول لإيقاف دعم الإرهاب وإيجاد حلول للأزمة.
انكشف قناع صاحب السيرك، وتعرت مخططاته، وتلاشت أساساته المزيفة التي كان هدفها، باختصار شديد، إقامة كيان متطرف للسيطرة على الدول العربية، ولكنه حلم مستحيل في ظل توحد الدول العربية الكبرى، مثل مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين، وأيضاً بقية الدول العربية.
من الخزي والعار ما تمارسه دولة قطر في اليمن، فمن جهة تشارك قوات التحالف العربي في تحرير البلاد من الحوثيين، ومن جهة أخرى تدعم الإرهابيين الحوثيين، وتتعاون مع إيران لتمويلهم بالسلاح والمال، لطعن أشقائها وجيرانها في ظهر، والغدر بشهدائنا، رحمهم الله، ما دفع الدول الأربع المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات ومملكة البحرين، ودول أخرى لقطع علاقاتها بدولة قطر.
نقلا عن صحيفة الخليج