من المهم التنويه أولا، ودائما، أننا عندما نتحدث عن مراهقات قطر، فنحن نعني -بالضرورة- حماقات سياسة الحكومة القطرية، ولا علاقة للشعب القطري بهذا على الإطلاق. لا مشكلة لدينا مع الأشقاء في قطر، هم أهل وأخوة وأنساب، وعروق الدم عميقة، أكبر من أحلام إيران التوسعية، التي تنفذها الحكومة القطرية.
كان بيان الحكومة السعودية حول قطع العلاقات السعودية – القطرية واضحا، وفسر كل شيء على حدة، وسمى كل طبيعة العلاقات، وشرح الأسباب، ولم ينس الأخوة الأشقاء، وذكر بمباشرة طبيعة العلاقة، واهتمام الحكومة السعودية، حيث «ستظل المملكة سندا للشعب القطري الشقيق، وداعمة لأمنه واستقراره، بغض النظر عما ترتكبه السلطات في الدوحة من ممارسات عدائية..».
يحاول كثيرون، من المجندين والمرتزقة، إغفال وتغييب الاهتمام السعودي بالشعب القطري، وينشطون من أجل إيهام الشعب القطري بأنهم في معركة بقاء مع السعودية، وأن التدابير الأخيرة اتخذت ضدهم. لكن ما يميز هذا التحوير أن الشعب القطري واعٍ لهذه السياقات، ومدرك لطبيعة الخلافات، ولوجود من يسعى للزج بهم في المعركة، بدلا من رعاية مصالحهم، وضمان الاستقرار، والأمن الحالي والمستقبلي.
كان تميم الدوحة ينوي إلقاء خطاب للشعب القطري، ثم تردد وأجّله، وبرر وزير خارجيته، باعتبارات لا أرى أهميتها، بل إنني لا أرى أي أهمية للخطاب أبدا.. سيخرج ليلوك بعض الشعارات المكرورة، التي تحاول أن تستغفل المواطن القطري. سيقول له بالاستقرار والأمن وقوة الحكومة، وربما سيحدّثه عن الأمن الغذائي، ويسجل موقفا، أكثر من كونه فعلا حقيقيا. الرهان على وعي الشعب القطري أكبر.
ضروري أن نذكر، الداخل القطري قبل خارجه، أن حكومة قطر قررت القفز من أحضان الخليج إلى أحضان الملالي، أن تتجاهل كافة المعاهدات والسياسات والروابط والعمق الاستراتيجي والمجتمعي، لتلاحق مشاريع هلامية، فشلت ولا تزال، تأتي بأسماء كثيرة، “الربيع العربي” وغيره.
وأيضا، وهو أمر واضح، لكن الإشارة له واجبة، وهو إهدار الثروات القطرية على دعم الجماعات المتطرفة، والتنظيمات الإرهابية، وصرف مئات المليارات التي تقتص من عمر التنمية القطرية، وجيب المواطن القطري، وصناديق مستقبل أجياله.
السؤال: ما الذي يملك الشعب القطري؟ الحقيقة.. يجب أن نوجه السؤال إليهم، أو لنفكر معا. والسلام..
نقلا عن صحيفة الرياض