اخترنا لكنون والقلم

إيران و الإخوان وراء كل مصيبة في هذا الزمان !!

يقول المثل ( الطيور على اشكالها تقع ) فهناك انسجام بين فكر التنظيم الدولي للاخوان المسلمين وفكر نظام الولي الفقيه فكلاهما يسعى الى الهيمنة والسيطرة على المنطقة وإحياء الخلافة الإسلامية أو الإمبراطورية الفارسية وهو فكر لا يؤمن بالراي والرأي الآخر والتعايش المشترك مع الثقافات والديانات الأخري وأحيانا حتى المذاهب الأخرى فمثلا نظام الولي الفقيه يرفض التعايش مع المذهب السني بدليل عدم وجود مسجد واحد للسنة في طهران .
الملفت أن رأس الهرم والأمر الناهي في تنظيم الإخوان المسلمين هو المرشد ونفسه في نظام الولي الفقيه أيضا له نفس التسمية وهي المرشد وهو لايسال عما يفعل لأن له قدسية ورمزية خاصة وهو يمسك بمقاليد الامور حتى لو كان هناك رئيس جمهورية بالاخير يعتبر مجرد ديكور لاستكمال شكل الدولة ولكن في واقع الأمر تدار الامور بعقلية العصابة وليس رجال الدولة لأن آخر همومهم الشعوب فكل الثروات يتم تخصيصها لخدمة المشروع التوسعي ودعم التنظيمات الإرهابية التي تخدم المشاريع التوسعية ويرمي الفتات للشعوب فهناك تقية سياسية يمارسها أصحاب فكر الإخوان أو نظام الولي الفقيه من أجل تحقيق الأهداف ولكن مافي القلب يبقى في القلب الذي غالبا ما يكون اسود ومملوء بالحقد والكراهية.
لا يخفى على احد ان التنظيم الدولي للاخوان هو الأداة التي نفذت الثورات في ما يسمي بالربيع العربي الذي يهدف إلى تمزيق دول المنطقة وتمكين هذا التنظيم من الوصول الى الحكم في المنطقة وهي المؤامرة التي أطلق عليها ( الشرق الأوسط الكبير ) التي كانت برعاية الإدارة الأمريكية السابقة التي كانت بقيادة الرئيس الأمريكي السابق أوباما ورغم فشل هذه المؤامرة في تحقيق أهدافها بعد الإطاحة بحكم تنظيم الإخوان في مصر بعد ثورة 30 يونيو الشعبية 2013 ولكن يبقى الحلم موجود وهذا التنظيم ينتظر الفرصة حتى ينفذ الأجندة التي يؤمن بها مهما كلف ذلك من حروب وأموال توفرها للأسف دول معروفة توفر الدعم اللوجستي لهذا التنظيم من مقرات ومعسكرات ووسائل اعلام .
أيضا من جهة اخرى نجد أن نظام الولي الفقيه الذي من أهم أهدافه تصدير الثورة وإنشاء الهلال الشيعي يستغل الفرصة الذهبية التي قدمتها له الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس بوش الابن عندما أطاحت بنظام المقبور صدام في العراق سنة 2003 مما فتح الباب واسعا أمام النظام الإيراني للتمدد والتدخل في شؤون العراق وكذلك سوريا بل امتد التدخل الى اليمن وكذلك البحرين لأن الهدف النهائي لنظام الولي الفقيه هو السيطرة على الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة بمعني آخر إسقاط المملكة العربية السعودية الذي هو عشم ابليس في الجنة .
من المفيد القول أن التنظيم الدولي للاخوان المسلمين له علاقات مشبوهة مع الكيان الصهيوني من خلال دولتين هما تركيا وقطر الذين يعتبران المقرات الرئيسية للتنظيم الدولي للاخوان واما نظام الولي الفقيه فقد كانت كونترا- غيت وهو فضيحة بيع إسرائيل السلاح للنظام الإيراني أثناء حرب الثماني سنوات مع العراق والعلاقة بالكيان الصهيوني من الصفات المشتركة بين نظام الولي الفقيه والتنظيم الدولي للاخوان اللذان بالتاكيد يشكلان خطرا حقيقيا على دول الخليج باستثناء دولة معروفة وايضا يشكلان خطرا على مصر التي تعتبر هي والمملكة العربية السعودية جناحي العالم العربي والإسلامي وضمان امان المنطقة.
من هذا المنطلق نستطيع تفسير مايحدث من قطع العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر من ناحية والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات من ناحية أخرى والتداعيات الأخرى مثل غلق المراكز الحدودية برا ويحرا وجوا مما سيكون له تأثيرات بالغة على مستقبل مجلس التعاون الخليجي الذي بدأ يترنح وهو حتما لإيصب في مصلحة دول مجلس التعاون وكذلك شعوبها. أن مطلب الدول الثلاث التي قطعت علاقاتها بدولة قطر واضح لا يقبل التأويل وهو فك دولة قطر علاقتها بالتنظيم الدولي للاخوان الذي يعتبر عراب كل التنظيمات الإرهابية في المنطقة مثل داعش والقاعدة والنصرة وغيرها وايضا فك علاقة قطر المشبوهة في النظام الإيراني الذي يشكل خطرا على دول المنطقة ومن هنا نقول أن التنظيم الدولي للاخوان وإيران وراء كل مصيبة في هذا الزمان.نسال الله التوفيق والنجاح لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في مساعيه لرأب الصدع الخليجي وإنهاء الخلافات بين الأشقاء كما حدث في سنة 2014 حيث كانت مساعي سموه تكللت بالنجاح وزوال الغمة ولو أن هذه المرة الخلافات اقوى من السابق وكما يقول المثل ( ليس كل مرة تسلم الجرة ) ولو التزمت قطر في اتفاق الرياض سنة 2014 لكفت المؤمنين شر القتال ولما حدث ماحدث ولهذا ينبغي على قطر أن لاتتخذ اي اجراءات وخطوات تصعيدية لحين انتهاء الوساطة وهو ما طلبه أمير الكويت من أمير قطر لأن هذه الوساطة هي الفرصة الأخيرة لإنهاء هذا الخلاف وعودة العلاقات والمياه الى مجاريها فهل تغلب القيادة القطرية صوت العقل والحكمة وتعمل على إنجاح الوساطة فهي تملك مفتاح النجاح اذا وافقت على مطالب الدول المقاطعة لأن البديل ليس في مصلحة احد لانه سيزيد النار اشتعالا وهو ماتريده إيران والتنظيم الدولي للاخوان .

نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى