مشاهد اللجوء والموت السوري.. كفى!
حين يقول طفل سوري «يا الله بدي موت!! ليش ما عنا خبز، خدنا على الجنة حتى ناكل خبز» هذه الكلمات البريئة تلخص مأساة امة ما زالت تنطق العربية. وحين يخرج الالاف في اوروبا مرحبين باللاجئين القادمين من سوريا بعد أن سدت الابواب العربية في وجوه الهاربين من جرائم المسلحين والارهابيين من داعش والنصرة وجيش الفتح والجيش الحر، انها شهادة على العصر لأي حال وصلت الامة في هذا الزمن الرديء حين تصبح اوروبا اقرب الى السوريين والفلسطينيين واللبنانيين من العواصم العربية. ترى كم سيموت بعد حتى تعي الامة أن زمن البنادق والرصاص يجب أن ينتهي وحان الوقت للعقلاء في هذه الامة أن يكتبوا معا وثيقة الصلح ووثيقة الخروج من زمن الارهاب والموت ومسح الاثار التي تملكها البشرية جمعاء. انها ايام طويلة وبائسة تلك التي ما تزال قائمة في ربيع الموت والدم والدمار وهنا قطع على هذا المشهد الدموي بوست على « الفيسبوك « من مواطن اردني اسمه جمال القريوتي ولا أعرفه طبعا يقول لدي شقة مفروشة استطيع تقديمها لعائلة سوريه لمدة عام خجلا من المشاهد التي رأيتها عبر محطات التلفزة للحشود الشعبية في اوروبا. كم جميل أن تجد مبادرات فردية خلاقة تكفر عن حالة امة اصيبت بالعياء والقحط وفقدان الوزن وفقدان الشعور بالذات، من شعبنا الطيب الذي تقاسم مع الاخوة السوريين لقمة العيش وقطرات الماء والوظائف على شحتها. وهنا يحضرني البيت الشعري «يا امة غرها الاقبال ناسية أن الزمان طوى من قبلها امما» حان وقت الحساب وحان الوقت أن نقول كفى موتا ودمارا وثروات تضيع في العراء في زمن البترول والدولار واليورو، كفى حقدا وكفى عبثا ودعونا نعبر العام الجديد بلا مشاهد للدم والموت على امتداد المشهد العربي من طرابلس والقاهرة ودمشق وبغداد وصنعاء وتعز وعدن، بعد أن سالت دماء جديدة أمس في الحبيبة اللاذقية. دعونا نقطع تذكرة عودة الوعي وعودة الذات وأن نصحو على زمان فيه البنادق توجه نحو عدو الامة لا نحو ابنائها وبيد ابنائها. واختم كلامي بقول لطفل سوري اخر، يقول كلمته الاخيرة قبل أن يلفظ انفاسه (سأخبر الله بكل شيء) وانا اشهد واشهد واشهد! –
نقلا عن صحيفة الدستور الأردنية