استجابة لدعوة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، إلى جعل شهر رمضان المبارك مختلفاً وحافلاً يمثل انطلاقة كبيرة لأعمال عظيمة لخدمة الإنسان،التي أطلقها يوم الخميس الماضي، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وإنسجاماً مع أهداف عام الخير، أطلق البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية حملة «اصنع مستقبلاً» التي تستهدف تحسين حياة الأطفال الذين يمثلون جيل المستقبل حول العالم، وتندرج ضمن مبادرة «العطاء سعادة»، بالتعاون معهيئة الهلال الأحمر الإماراتي ودائرة التنمية الاقتصادية بدبي ودائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، إضافة إلى مجموعة «اتصالات»، وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو».
وتهدف مبادرة العطاء سعادة إلى تعزيز قيمة العطاء كأسلوب حياة وممارسة يومية في مجتمع دولة الإمارات من خلال إشراك القطاع الخاص ممثلاً بالمراكز التجارية وقطاع التجزئة ومنافذ البيع وكبرى المحلات التجارية في دعم المبادرة خلال شهر رمضان المبارك، في إطار مبادرات عام الخير، ويتم تقديم الإسهامات المادية إلى جمعية الهلال الأحمر الإماراتي التي ستوجهها لخدمة مشاريع ومبادرات تركز على تحسين حياة الأطفال حول العالم.
وتنسجم هذه المبادرة مع أهداف دعوة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي تتمثل في تكريس ثقافة الخير في شهر الخير، وإبراز الوجه الإنساني لشعب الإمارات، والإبداع في العطاء الإنساني، في إطار مبادرات الدولة في عام الخير.
وأكدت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة أن إطلاق هذه الحملة يهدف إلى دعم الجهود الخيرة لدولة الإمارات، وتوظيف الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في صنع فارق في حياة الناس، بما يحقق توجهات الدولة ويعزز مبادراتها في عام الخير، وخصوصاً دعوة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى صناعة العطاء.
وقالت الرومي إن المبادرة تنطلق من رؤية سموه لمفهوم الخير والعطاء، حيث قال: «في شهر الخير في إمارات الخير نأمل أن يكون كل فرد في الإمارات طرفاً في صناعة العطاء أو تلقيه».
وأضافت وزيرة الدولة للسعادة أن برنامج العطاء سعادة هو المظلة الشاملة لمبادرات عام الخير التي يقودها البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص وفعاليات المجتمع، معربة عن ثقتها بأن المبادرة ستشهد تفاعلا إيجابيا واسعا من كافة أفراد مجتمع الإمارات المشهود له بحب الخير وخاصة في رمضان شهر الخير والعطاء.
وثمنت الرومي دور الشركاء في مبادرة «اصنع مستقبلاً»، ممثلين بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي واقتصادية دبي واقتصادية أبوظبي، معربة عن تقديرها لإسهامهم في تحويل العطاء إلى ثقافة مجتمعية، وفي ترسيخ الخير كسمة أساسية لدولة الإمارات، كما شكرت معاليها «اتصالات» و«دو» لدعمهما للحملة ولدورهما في تحقيق أهداف المبادرات الوطنية.
اصنع مستقبلاً
وتتواصل حملة «اصنع مستقبلاً» طوال شهر رمضان المبارك، ويشارك فيها قطاع التجزئة في دولة الإمارات، وتستهدف هذه المبادرة الإنسانية فئة الأطفال الأقل حظاً الذين يمثلون جيل المستقبل، وتندرج في إطارها 4 مواضيع رئيسية تمثل المجالات التي ستوجه إليها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مساهمات الحملة، وتركز على الجانب التنموي وهي:
الصحة: يعمل الهلال الأحمر على توفير التطعيمات الرئيسية وتأمين الأدوية اللازمة للأطفال.
التعليم: يوجه الهلال الأحمر جزءاً من الإسهامات في حملة العطاء سعادة إلى تأثيث وصيانة المدارس التي تقوم عليها دولة الإمارات في مخيماتاللاجئين وتوفير النظارات الطبية للطلبة.
التغذية: يعمل الهلال الأحمر على توفير الاحتياجات الغذائية الخاصة بالأطفال.
أصحاب الهمم: ويتم توجيه جزء من إسهامات مبادرة العطاء سعادة إلى أصحاب الهمم من الأطفال القاطنين في مخيمات اللاجئين التي يديرها الهلال الأحمر مثل توفير كراس متحركة وسماعات للصم.
ويمكن المشاركة في هذه الحملة بطرق عدة من ضمنها على سبيل المثال، «المساهمة بالمثل» وتقوم على دفع الشخصمثل قيمة ما يشتريه أو جزءاً منه حسب رغبته، لتقديم هذه المساهمة للأطفال المحتاجين حول العالم، أما الآلية الثانية فهي الدرهم الواحد التي تقوم على احتساب المحال والمؤسسات المشاركة مبلغاً قدره درهم واحد على فاتورة الزبون وبموافقته للإسهام في الحملة.
كما تتيح الحملة إمكانية المشاركة في عمل الخير لمتعاملي شركتي «اتصالات» و«دو» الذين يمكنهم المساهمة بالحملة من خلال إرسال رسالة تحتوي على وجه تعبيري «إيموجي» إلى الرقم2300 للمساهمة بدرهم واحد لشراء الطعام، والرقم 3330 للمساهمة بخمسة دراهم في دعم الجانب الصحي، والرقم 7040 للمساهمة بعشرة دراهم في دعم الجانب التعليمي.
الهلال الأحمر: ترسيخ مبادئ البذل والعطاء
وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر أن إطلاق المبادرة يعتبر خطوة متقدمة للتعاون مع البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية في مجال تعزيز المسؤولية المجتمعية، ومن شأنها أن تحدث نقلة نوعية في جهود الجانبين للارتقاء بمضامين الشراكة من أجل تعزيز دور الدولة في المجال الإنساني، مثمنا جهود معالي عهود الرومي وزيرة دولة للسعادة في إطلاق مبادرة «العطاء سعادة».
وقال الفلاحي إن المبادرة من شأنها أن تساند برامج الهلال الأحمر الإنسانية وعملياتها الإغاثية ومشاريعها التنموية حول العالم، وأعرب عن أمله في أن تكون مثالا يقتدى من جميع الجهات في الدولة .
وأكد الفلاحي اهتمام الهلال الأحمر بتوثيق الصلات وتعزيز الشراكة مع كافة الجهات في الدولة من أجل ترسيخ مبادئ البذل والعطاء والقيم الفاضلة التي يزخر بها مجتمع الدولة المعطاء، وقال: في هذا الصدد خطت هيئتنا الوطنية خطوات كبيرة في نسج شراكات هادفة وبناءة مع مؤسسات المجتمع إيمانا منها بضرورة توحيد الجهود الخيرة في الدولة من أجل مستقبل أفضل للعمل الإنساني وتوفير حماية أكبر للشرائح و الفئات التي ترعاها الهيئة وتعمل على تحسين ظروفها الإنسانية.
اقتصادية دبي: تعزيز التراحم في المجالات الخيرية والإنسانية
من جهته، قال سعادة سامي القمزي، مدير عام اقتصادية دبي: «تسعى اقتصادية دبي منذ بداية العام الجاري إلى تدشين المبادرات الإنسانية والخيرية بالشراكة مع مختلف مجتمعات الأعمال من القطاع الخاص.
ويسرنا دعم مبادرة «العطاء سعادة» بالتعاون مع البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، وبالشراكة مع القطاع الخاص، استجابة لتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آلمكتوم ،حيث نسعى من خلال هذه المبادرة إلى نشر ثقافة الخير والعطاء في دولة الإمارات «بلدالعطاء»، وبالأخص خلال شهر رمضان المبارك الذي يسارع فيه المجتمع نحو فعل الخير والإحسان إلى الفئات المحتاجة. إن لهذه المبادرات دورا كبيرا في خدمة المجتمع، وتعزيز التراحم في المجالات الخيرية والإنسانية،ونحن نسير على خطى حكومتنا الرشيدة، التي تحثنا دائماً على تعزيز دور المسؤولية المجتمعية بين الأفراد».
وأضاف القمزي: «نهدف إلى تحفيز المنشآت التجارية في قطاع التجزئة على التنافس في بذل الخير وترك بصمة إنسانية في جانب المسؤولية المجتمعية، حيث نحرص في اقتصادية دبي ومؤسساتها على تعزيز ثقافة والمساهمة في بذل الخير على جميع الأصعدة. وسيتم تتويج وتكريم المنشآت المساهمة في ختام الحدث، وذلك من خلال اختيار أفضل 10 محلات تجارية حصدت أعلى تبرعات لصالح المبادرة».
ودعا القمزي الراغبين بالمشاركة من أصحاب المنشآت التجارية في إمارة دبي، إلى المساهمة في دعم هذه الحملة الانسانية. وأختتم قائلاً: «أبدى العديد من كبرى منافذ البيع، ومراكز التسوق بإمارة دبي رغبتها بالمشاركة في هذه الحملة التي تنفذ خلال شهر رمضان المبارك، واستعدادها التام للمساهمة في هذه المبادرة الخيرية. ونحن سعداء بمدى الحماسة والحرص لدى القطاع الخاص على التفاعل وتوطيد الشراكة مع المؤسسات الحكومية في سبيل تحقيق رؤية واستراتيجية حكومتنا الرشيدة الهادفة إلى تفعيل المسؤولية المجتمعية وترسيخ فعل الخير لدى القطاع الخاص».
اقتصادية أبوظبي: مجتمعنا يدعم القيادة في تحويل المبادرات إلى واقع خلال عام الخير
في هذا السياق، أكد خليفة بن سالم المنصوري وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي أن مايميز مجتمع دولة الإمارات عن غيره من المجتمعات هو الترابط الصادق مع قيادة الدولة والحكومة الرشيدة التي تتجسد في ترجمة المبادرات الانسانية والمجتمعية إلى واقع ملموس من خلال التفاعل الكبير لكافة شرائح المجتمع مع عام الخير.
وأشار المنصوري إلى أن مبادرة «العطاء سعادة» تجسد بكل وضوح التلاحم بين كافة شرائح المجتمع في دولة الامارات بما يرسخ ثقافة العطاء والعمل الخيري وغرس القيم الايجابية بين مختلف فئات المجتمع مؤكدا في هذا السياق حرص دائرة التنمية الاقتصادية ابوظبي على تقديم كافة اشكال الدعم لإنجاح هذه المبادرة من خلال الترويج لهذه المبادرة والعمل على اشراك القطاع الخاص ليكون جزءا مهما ورئيسا في تحقيق اهداف مبادرة العطاء سعادة».
صالح العبدولي: تحويل قيم العطاء إلى أفعال ملموسة وتشجيع أفراد المجتمع على تبنيها
من جهته صرّح المهندس صالح العبدولي الرئيس التنفيذي لمجموعة «اتصالات» بأن الشركة تتشرف بالمساهمة في جهود البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية والتعاون معه تحت مظلة عام الخير لترجمة قيم العطاء إلى أفعال ملموسة وتشجيع كافة أفراد المجتمع على العطاء وجعله سلوكاً ونمط حياة يتيح لهم تقديم دور أكثر فاعلية تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه.
وأعرب عن تقديره لهذه المبادرة التي تستهدف الجوانب الصحية والثقافية لأجيال الغد، مؤكداً أن اتصالات ستعمل على إيصال المبادرة إلى أكبر شريحة ممكنة من العملاء لتشجيعهم على التبرع عبر الرسائل النصية لصالح أهداف المبادرة. وأشار العبدولي إلى أن «اتصالات» تلتزم بشكل راسخ بمسؤوليتها الاجتماعية، وتعمل في إطار هذا الالتزام على الاستثمار المتواصل في الابتكار وتسخير حلولها وخدماتها التكنولوجية لخدمة الوطن وإسعاد أفراد المجتمع، لافتاً إلى أن الشركة تسعى بصورة مستمرة لاغتنام الفرص التي تتيح لها ولعملائها تجسيد نماذج فعالة من الشراكة في الخير والعطاء وتتشرف دائماً بالمساهمة في المبادرات الاجتماعية والخيرية التي تتخذها الحكومة ومؤسسات النفع العام والمنظمات الإنسانية على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
عثمان سلطان: العطاء قيمة أساسية تنعكس إيجاباً على المجتمع
وقال عثمان سلطان الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»: إن العطاء هو من أهم القيم التي تحقق السعادة والرضى الداخليين لدى الفرد، ما ينعكس بالإيجابية على المجتمع كله، وهذا ما لمسناه داخليّا في دو عبر تحقيق أعلى النتائج في المؤشرات العالمية من خلال موظفينا الذين شاركوا في مختلف الفعاليات التطوعية والخيرية، حيث ساهمت إيجابيتهم في خلق بيئة عمل منتجة وجاذبة للابتكار.
وأضاف سلطان: شراكتنا مع مبادرة العطاء سعادة ما هي إلا تأكيد على نهجنا المؤسسي القائم على محاور تكاملية تشمل المجتمع والبيئة والاقتصاد، بشكل يدعم منظومة عطاء مستدامة، خاصة فيما يتعلق بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.