- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

محمد يوسف يكتب: مسؤولية تاريخية

خرجت بعض الأعين من مآقيها، وشق كثيرون حتى كادت أنفاسهم تنقطع، فقد أذهلتهم صفقات المليارات التي أعلن عنها خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية.

تفسيرات وتلميحات وأقوال تخالف الواقع والظروف والاحتمالات من أناس لا يرون غير مواضع أقدامهم، وكاد البعض منهم أن يفتح «مندبة» للتباكي وكأن تلك الأموال قد اقتطعت من إرث أبيه.

ومن بين كل الأصوات لم يخرج صوت خليجي واحد متسائلاً أو معترضاً، فأهلنا أدرى بشعابنا، إنهم يعايشون الأسباب والمسببات، ويرون الأخطار التي يمثلها نظام «الملالي»، الجار الذي لا يريد أن يرتدع بالحوار والنوايا الحسنة، الجار الذي أهدر ثروات شعبه وجيرانه منذ إشعاله لحرب عبثية مع العراق عام 1980، وطوال 8 سنوات أصر الخميني على التحالف مع كل شياطين الأرض حتى يكسب الحرب، وعقد صفقات سلاح سرية بأموال مغسولة من تجارة المخدرات، ونقل صراعه إلى كل دول الخليج، فمن لم تطله يد التآمر بالتفجيرات وصلته الألغام البحرية وزوارق الصواريخ التي كانت تريد وقف تصدير النفط، وعندما أجبر الخميني على القبول بوقف الحرب كانت خزائن إيران والعراق خاوية، مئات المليارات أهدرت على حرب لم تحقق نصراً لأحد، وتحملت دول الخليج قسطاً من تلك المليارات، ولم يسكت الجار، بل ذهب إلى بقاع العالم، يفجر في الأرجنتين، ويخطف طائرة للكويت، ويعتدي على سفارات في دول أفريقية، وينصب نفسه راعياً وحامياً لكل المنتمين للمذهب الشيعي، وجند المعوزين من الشباب، سنة وشيعة في بعض الدول، وشكل خلايا مذهبية في بلاد لم تعرف التمذهب من قبل، فهز استقرار الدول، وأغرته بعض الصناعات العسكرية حتى ذهب إلى السلاح النووي، والأيادي كانت لا تزال ممدودة نحوه من الجيران، من دول الخليج العربية، التي لم تعتد قولاً أو فعلاً عليه عبر العقود الثلاثة الماضية، ولم تقابلها غير يد الغدر.

قادتنا يحملون على عاتقهم مسؤولية تاريخية، فهذه الإنجازات التي تحيطنا بحاجة إلى قوة تردع كل طامع، القوة الرادعة مكملة للبناء والتنمية، وقد ولى زمن الاعتماد على وعود الآخرين، وكان اليمن مثالاً قد يستفيد منه من لايزال تفكيره قاصراً، ولولا السلاح المتطور والدفاع الجوي الحديث، أقول لكم، لولا ذلك لكانت خريطة جنوب الجزيرة العربية غير التي ترونها الآن، ولكانت الصواريخ المهربة من إيران إلى الحوثيين قد وصلت إلى المدن السعودية، ولكنها حكمة قيادة هنا في الإمارات وفي السعودية ودول الخليج الأخرى، حمت وستحمي أرضنا وشعبنا وإنجازاتنا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى