اخترنا لكنون والقلم

تصويت على الرئيس

غداً، ومنذ الصباح الباكر، سيقف الإيرانيون في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع، وسينتظرون دورهم للإدلاء بأصواتهم، وهذا جزء من تأدية الواجب المفروض عليهم، فهم مجبرون على أداء أدوارهم حتى تظهر الصورة مكتملة، ويقال إن إيران انتخبت رئيساً جديداً، ومن لا يؤدي دوره سينال جزاءه.
الإيرانيون لا ينتخبون، ولكنهم يصوتون، ويبتسمون للكاميرات وهم يضعون الأوراق في صناديق الاقتراع، فالرئيس لا ينتخبه غير المرشد الذي يسمى «الولي الفقيه»، وقبل فترة قلت لكم إن واحداً من اثنين سيكون رئيساً، الأول مدعوم وأمره شبه محسوم عند خامنئي، وهو صديقه وتابعه إبراهيم رئيسي، والآخر متروك للحاجة، ورقة يلعب بها حتى آخر لحظة، وهو الرئيس الحالي حسين روحاني.

وقد قلت ذلك عندما كان عدد المترشحين للرئاسة يزيد على 1600 شخص، فيهم البواب والعاطل عن العمل، وطالب الإعانة الاجتماعية، وكررته بعد أن استبعد مجلس «تشخيص الدستور» ونقح القائمة لتستقر على ستة مرشحين فقط، واليوم، وقبل 24 ساعة من بدء التصويت أقول لكم:

إن إبراهيم رئيسي هو الرئيس الإيراني الجديد، فكل القوى المتشددة في نظام الملالي تريده، فهو يرمز إليها، سيرته تفصح عن ذلك، وأقواله وأفعاله، والولي الفقيه قال كلمته، ودعونا نكون أكثر دقة «أعطى إشارته» لصالح هذا المعمم الجديد، الذي لا يعرف في أمور الحكم أكثر من بائع الخضار.
آخر فصول مسرحية الانتخابات الإيرانية اكتملت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، أي قبل ثلاثة أيام من موعد التصويت، فقد انسحب رئيس بلدية طهران محمد باقر قليباف لصالح رئيسي، وتبعه في اليوم التالي انسحاب المرشح إسحق جهانغيري لصالح روحاني، وهذا الشخص دخل السباق ليؤدي هذه المهمة، فهو نائب روحاني ومن مؤيديه المخلصين، وقد أحسن الأداء فاكتملت التفاصيل، ولم يبق غير رئيسي وروحاني، واثنين آخرين للتزيين!
يقال إنه ما زال هناك بصيص أمل بالنسبة لروحاني، فالسياسية تتغير كل لحظة، ومن بيده الخيوط كلها قادر على تحريك ما يشاء في الوقت الذي يشاء، وأخيراً يُعدّ المتنافسان على الرئاسة أبناء المؤسسة الدينية الحاكمة، ولا فرق كبيراً بينهما، وهذا كلام صحيح، ويمكن أن يحدث، ويجدد لروحاني، ولكن الأغلب هو أن «السيف» قد سبق «العذل» ورئيسي قادم لمرحلة تشدد وتمدد وغطرسة بضغط من الحرس الثوري.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى