نون والقلم

شركاء في المسؤولية

لسنا جهة اتهام، ومعلوماتنا في تشغيل الأجهزة الحديثة محدودة، فمن اعتقد بأننا نوجه أصابع الاتهام إلى وكالة الأمن القومي الأميركية و«ميكروسوفت» فهم كلامنا على عكس مقصده.

نحن نتحدث هنا عن جهات ساهمت في انتشار الفيروسات التي استغلها قراصنة الإلكترونيات، فهي التي أنتجت «أدوات التسلل»، وهنا أتحدث عن وكالة الأمن القومي الأميركية، وهي التي طورت، وكانت غايتها في البداية حماية الأمن والدفاع عن المجتمع، ومواجهة العصابات الدولية، ابتداء من تجار المخدرات وغسل الأموال، وانتهاء بالإرهاب والتطرف، ولكنها وبعد أن استنفدت أغراضها من تلك الأدوات طرحتها في الأسواق العلنية والسرية، فإذا بها تقع في أيدي الذين أنتجت لمواجهتهم، فتلاعبوا، واستخدموها لتحقيق أهدافهم.

أما «ميكروسوفت» فلا نقول إن لها دخلاً في هجوم فيروس الفدية «وانا كراي»، كما قال بعض الأميركان، عندما اتهموها بمحاولة تسويق إصداراتها الجديدة.

ولكننا نقول إن رفع الحماية عن أنظمة مازالت تعمل في شبكات تدير حياة شعوب هو عمل مشين، وفيه شبهة إثراء على حساب الآخرين، فهذه الشركة المحتكرة لأنظمة «ويندوز» ملزمة قانوناً وأخلاقاً بتوفير الحماية لكل من دفع مقابلاً لهذه الأنظمة، أما أن تترك كل هذا الكم من الأجهزة حول العالم دون حماية بحجة استخدامها إصدار «ميكروسوفت ويندوز أكس بي» الذي يعتبر قديماً فهذا يعني المساهمة في إنجاح هجوم العصابات.

ونذهب إلى «يوتيوب»، وهذا سيقودنا إلى محركات البحث كلها، ومن بينها بالتأكيد ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت وسائل إعلام مجانية لكل المتاجرين بأمن وسلامة المجتمعات، والمقابل تلك المليارات التي تجنيها دون أن تتحمل مسؤولياتها تجاه البشر والدول، ونعود إلى «يوتيوب» التي سارعت بعد انتشار «وانا كراي» إلى حذف الفيديوهات التي تشرح كيف يمكن تفعيل واستخدام هذا الفيروس.

فقد كان معروضاً علانية، وسعره، كما قالت الصحافة البريطانية، عشرون دولاراً فقط لا غير، يحصل من يدفعها على طريقة عمل الفيروس عبر شرح مصور، فهل يمكن أن نقول بعد ذلك إن «يوتيوب» لم تساهم في الهجوم الدولي على الحواسيب والأنظمة في العالم؟!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى