نون والقلم

أئمة الدواعش الأذِلّاء يصانعون الغزاة !!!

يقول زهير بن سلمى الشاعر العربي الجاهلي في معلقته « ومن لا يصانع في أمور كثيرة … يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم » ومعنى يصانع هو يهادن ويُلاين, يترفق ويداري، فإنه من لا يصانع الناس، ولم يدارهم في كثير من الأمور قهروه، وأذلوه، وربما قتلوه، ويضرس أي يمضغ بضرس، والضرس العض على الشيء بالضرس, ويوطأ بمنسم، المنسم خف البعير.

أخبار ذات صلة

ويبدوا إن أئمة الدواعش التيمية من خلفاء وسلاطين قد إتخذوا من هذا البيت الشعري لزهير بن أبي سلمى شعاراً لهم في مجارات الغزاة خوفاً من أن يُضرسوا بأنياب المغول ويوطأوا بمناسم دوابهم !! وهذا ما أكده الذهبي في كتابه « تاريخ الإسلام 48/ (33ـ 35)» حيث قال (( سنة ست وخمسين وستمائة (656هـ) / كائنة بغداد : وكان المستنصر باللَّه قد استكثر مِن الْجُنْد حتَّى بلغ عدد عساكره مائة ألف فيما بَلَغَنَا، وكان مع ذلك يُصانعُ التّتارَ ويُهاديهم ويُرْضيهم ))…

وتعليقنا هنا يأتي بما علق به المرجع الصرخي الحسني على هذا المورد من كتاب الذهبي في المحاضرة الثانية والأربعون من بحث « وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري » حيث قال: {{ أقول: بيدهم السلطة والمال وتحت إمرتهم عشرات ومئات آلاف العساكر وملايين المسلمين المستعدّين للقتال، ومع كلِّ ذلك يصانعون التتار ويرسلون إليهم الهدايا والأموال مِن أجل استرضائهم!!! فهل هذا التملّق والعمالة والخيانة العلقميّة التيمية مِن تدبير ابن العلقمي الشيعي؟!ّ وإذا كان إمامكم وخليفتكم بكلِّ ما يملك مِن قوة وسطوة وسلطة وأموال وعساكر هادَنَ ورَضَخَ للتتار ذليلًا صاغرًا، فلماذا إذن تنتقدون وتأفكون ابن العلقمي وتتهمونه بالعمالة والخيانة وهو لا يملك شيئًا مِن ذلك؟!! فلماذا لا يكون المبرِّر الذي جعل الخلفاء يُذلّون أنفسهم لهولاكو هو نفس المبرِّر الذي جعل ابن العلقمي يُذلُّ نفسه لهولاكو، بل تكون له الأولويّة في التبرير؟!! وإذا كانت عمالة وخيانة عظمى، فتكون شاملة للجميع: الخلفاء وابن العلقمي، بل يكونون أولى بها منه لامتلاكهم كلَّ عناصر السلطة والقوة بخلاف ابن العلقمي….}}.

فهاهم أئمة وخلفاء سلاطين وشيوخ يصانعون التتار المحتلين الغزاة ويهادونهم ويسرتضونهم لأنهم يعلمون بمخطط التتار ومشروعهم التوسعي الذي كان متوجهاً نحو الدولة الإسلامية ومقر خلافتها في بغداد, إذن لماذا قام المستعصم بحل الجيش وترك مصانعة التتار ؟ ولماذا أخذ بسماع نصائح ابن العلقمي – مع فرض إن ابن العلقمي قد خان الخليفة – ألا يعتبر ذلك من خفة العقل والسفاهة ؟؟ لكن التعصب الطائفي والتعطش للتكفير وسفك الدماء أعمى أبصار التيمية التكفيرون وأصم أسماعهم وجعلهم ينطقن بكل ما هو زائف ومدلس ومزيف من أجل قلب الحقائق, وقد صدق الذهبي عندما قال في رسالته لإبن تيمية (( فهل معظمُ أتباعِكَ إلا قعيدٌ مربوط خفيف العقل، أو عامِّيٌّ كذّابٌ بليدُ الذّهنِ، أو غريبٌ واجِمٌ قويُّ المَكْر، أو ناشفٌ صالحٌ عديمُ الفِهْم، فإن لم تصدّقْني ففتِّشْهُم وزِنْهُم بالعدْل )).

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى