التيمية في ميزان الذهبي
عندما يسمع التيمية بإسم الذهبي تخرس ألسنتهم وكأن على رؤوسهم الطير فهو إمام من أئمتهم ورمز من رمزهم بل هو مصدر من مصادر التشريع لديهم فقد عاصر وتتلمذ على يد شيخهم ابن تيمية مصدر تشريعهم الأساسي وكأنهم إلههم ونبيهم وإمامهم وكتبه قرآن لهم وسيرته سنة عندهم, فكل ما يصدر منه هو قانون ودستور يسيرن عليه ومن يخالفه فهو كافر مباح الدم والمال والعرض وحكمه حكم الكافر حتى وإن كان من المسلمين, ولهذا نجد التيمية الدواعش يكفرون كل أهل الديانات بما فيها الإسلام ولم يستثنى أحد من التكفير إلا أتباع المنهج والخط التيمي فقط وفقط فهم – حسب اعتقادهم – الفرقة الناجية والموحدة والتي كتبت الجنة بإسمهم ما خلق الخلق إلا لأجلهم !!..
هذه الشرذمة التي إبتلي بها الإسلام والمسلين قبل غيرهم من البشر والديانات كسر الله شوكتهم عندما صدرت شهادة بحق إلههم « ابن تيمية » من قبل تلميذه وربيبه « الذهبي » الذي أرسل رسالة بعنوان « النصيحة » لابن تيمية يطلب منه التوبة والعودة عما ترك, وكل من يطلع على نص تلك الرسالة سوف يجد حقيقة ابن تيمية ونهجه التكفيري الدموي المخالف لله ولرسوله « صلى الله عليه وآله سلم » ولسنته وللخط الرسالي الإلهي بصورة عامة, كما قلنا إن الذهبي هو من أبرز وألمع تلامذة ابن تيمية وإلى الآن تعد كتبه ومؤلفاته من أهم وأبرز كتب هذا الخط التكفيري من بعد ابن تيمية إن لم تكن في المستوى ذاته من التقديس….
يقول أتباع الخط التيمي إن الذهبي قد لقب بهذا اللقب لأنه كان يزن الرجال كما يزن – الجوهرجي – الصائغ الذهب بهكذا شهدا له, وها هو يزنهم كما يزن الصائغ الذهب, حيث قال في رسالته لابن تيمية (( والله في القلوب شُكوك إن سَلِمَ لكَ إيمانُك بالشهادتين فأنت سعيد .. يا خيبة مَنْ اتَّبَعَك فإنّه مُعَرَّضٌ للزندقة والانحلال.. ولا سيما إذا كان قليلَ العلم والدينِ، باطوليًّا شهوانيًّا… فهل معظمُ أتباعِكَ إلا قعيدٌ مربوط خفيف العقل، أو عامِّيٌّ كذّابٌ بليدُ الذّهنِ، أو غريبٌ واجِمٌ قويُّ المَكْر، أو ناشفٌ صالحٌ عديمُ الفِهْم، فإن لم تصدّقْني ففتِّشْهُم وزِنْهُم بالعدْل)) …
فهذا هو أبن تيمية وهذه هي صفات أتباعه بحسب ميزان الذهبي وكما يقول المرجع الصرخي الحسني في تعليقه على هذا المورد من رسالة الذهبي (( حتّى الشهادة غير مقبولة وغير سليمة من ابن تيميّة، الذي يقول هذا القول هو أستاذ من أساتذة المنهج التيميّ، إمام من أئمّة التيميّة، هذا كلام الطالب المجدّ المتميّز عند ابن تيمية، وهو يشكّ في إيمان وإسلام وصحّة شهادة ابن تيمية أيّها الزنادقة، تقتلون الناس بعنوان الزندقة وأنتم الزنادقة، إمامكم الذهبيّ هو يقرّ ويعترف بزندقتكم وإنْ لم يصدقني أحد فليفتش التيميّة ويزنهم بالعدل، وسيجد حقيقة ما قاله الذهبيّ عنهم …))…
فهم وبحسب وصف الذهبي ووزنه لهم بين غير صحيح الإسلام ومشكوك في شهادته والمقصود هنا ابن تيمية وبين زنديق منحل قليلي العلم والدين أصحاب بطون وشهوات خفيفي العقل كذابين بلداء الذهن أصحاب مكر عدمي الفهم, ولهذا تجدهم يصدقون ويعتقدون بأن الأرض مسطحة ثابتة وإن الشرق شمال والعراق نجد ويمكنهم رؤية الرب بصور متعددة….
فقد جعلهم الذهبي بين أمرين, أما يضمون ما قاله الذهبي وهذا يبطل نهجهم و خطهم, وبين إنكار هذه الرسالة, فراحوا ينكرون صدورها بالكذب والتدليس الذي تفننوا به من أجل أن يستمر هذا النهج والخط التكفيري ولهذا نجد إن أئمتهم وشيوخهم قد حرموا على العامي التفقه والإطلاع على الكتب والمؤلفات ولم يظهروا إلا ما يخدمهم كما فعل ابن عثيمين وغيره من أئمة وشيوخ التيمية حتى لا تظهر الحقائق للناس ولكي لا يعرفوا حقيقة هذا الخط المنحرف على لسان رموزه وكما يقال « وشهد شاهد من أهلها » ..