* أعلنَ (الرئيسُ الأمريكيُّ دونالد ترامب) بأنَّ شهر (مايو، أيار الحالي) هو شَهْرُ التُّراثِ اليهوديِّ؛ مؤكِّدًا أنَّ ذلك (التُّرَاث) قد تركَ بصمته القويَّة على الثقافة والحضارة الأمريكيَّة.
* الجديرُ بالذِّكر أنَّ الرئيس الأمريكي الأسبق (جُورج بوش الابن)، هو أوَّل مَن خصَّص شهرَ (مايو أيار) شهرًا للتُّراثِ اليهوديِّ، وذلك في العام 2006م، ثمَّ بَات كلُّ رئيسٍ مِن بعده يَتَّبِع هذا التقليد.
* وهنا مِن فَضْلَة الكلامِ؛ الحديث عن تَغْلْغُل اليهود وثقافتهم في المجتمع الأمريكيِّ، وسيطرة لُوبِيَّاتهم السياسيَّة والاقتصاديَّة والإعلاميَّة على مفاصل الحياة الأمريكيَّة.
* لكن (الإعلان عن مايو) شهرًا للتُّراثِ اليهوديِّ جعلني أتناقش مع بعض المثقَّفين العَرب عن (شَهْرٍ للتُّراثِ الفلسطينيِّ)؛ وكان القول الفَصْل: (القضيَّة الفلسطينيَّة) نسيتها الذاكرةُ العربيَّة.
* فالفلسطينيُّونَ منقسمُونَ على أنفسهم، وبحثًا عن المناصبِ والوهَجِ الإعلاميِّ فَتَحُوا بِحَمَاس لغة الإقصاء، وتبادل الاتِّهامات بين أطيافهم، وفصائلهم المختلفة.
* أمَّا العَربُ فأكثرُهم يُعاني من أزماتٍ داخليَّةٍ سياسيَّة كانت أو اقتصاديَّة؛ إضافةً للصراعات الفكريَّة، وتحدِّيات الجماعات الإرهابيَّة، وبالتَّالي فـ(فلسطين) أصبحتْ، وأضحتْ، وأمستْ هي آخر اهتماماتهم.
* ومع ذلك (الواقع المأسَاوي)، يبقى الأمَل في (المملكة العربيَّة السعوديَّة) التي كانت، وستبقى الدَّاعم الأكبر للقضيَّة الفلسطينيَّة (حكومةً وشعبًا) على مختلف الأصعدةِ، وكافَّة المستويات اللوجستيَّة والماليَّة، فذاكرة السعوديين مازالت تحتفظُ بصورة (الريال الفلسطيني) الذي كان يتداول في المدارس الحكوميَّة، كأحد نماذج التبرُّع لأشقائهم جيران المسجد الأقصى.
* فلعلَّ (حَملةَ حَزْم) تُطلَق، تجمع شَتَاتَ الفلسطينيين، وتُحْيي مبادرةَ الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- التي نَادَى بها عام 2002م، والتي تُرسِّخ لـ(دولة فلسطين المستقلَّة)، على أن تستثمر في ذلك المنابر الخارجيَّة كافَّة. فهل نعيش قريبًا شهرًا عالميًّا لـ(فلسطين، وحقِّها الثابت، وتراثها)؟!
نقلا عن صحيفة المدينة