نحن نمُرّ بظروف تحتاج منا إلى اليقظة والحذر، منطقتنا تغلي، وبلدان تنهار، وشعوب تتشرد، وأعداء يُغرقون أرضنا بالدم والدمار والمؤامرات.
وخليجنا مستهدف، الأيادي العابثة لا تريده آمناً مستقراً، وقد حافظنا عليه، وقلت أكثر من مرة إن حكمة القيادات لعبت دوراً مهماً في تثبيت الاستقرار في دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن الأيادي العابثة لا تيأس ولا تتعب، فهي تحفر تحتنا بهمة ومثابرة، ولن تتوقف قبل تحقيق مآربها.
ورغم علمنا بذلك كله، ومع تنبهنا للمخاطر، نجد بين حين وآخر اختراقاً يحققه الذين لا يريدون الخير لنا، يدقون الأسافين، ويوغرون بعض الصدور، فيجدون من يساعدهم في الوصول إلى بعض أهدافهم.
أريد أن أكون حذراً في ما سأقوله لكم اليوم، لأنني لن أقبل بأن أمسّ كياننا الخليجي بكلمة أو إشارة تحدث شرخاً، فقد اعتبرت وجود مجلس التعاون بحد ذاته، إنجازاً لنا جميعاً، مجرد وجوده وصموده لأكثر من ثلاثة عقود ونصف، يجعلنا أكثر إصراراً للحفاظ عليه، ولكن، نحن اليوم في قلب العواصف والأعاصير، لسنا في الثمانينيات أو التسعينيات، الأعداء اليوم قد كشفوا عن وجوههم، ولا يجوز أن نتعامل معهم وكأننا لا نعرفهم، وبوضوح أكثر أقول لكم، إن الصمت اليوم عن تصرفات دولة ماكرة مثل إيران ليس مجدياً، فإيران تتدخل في شؤون دول الخليج مباشرة، ودون مراعاة لمشاعر أو علاقات، من خلال بعض المتحدثين باسم مرشدها، أو وزارتي الخارجية والدفاع، أو حرسها الثوري الإرهابي، ولا يمر أسبوع واحد دون أن تطلق إحدى تلك الجهات أو وكالات أنبائها الرسمية، تحريضاً أو تهديداً ضد بعض دولنا، وللأسف الشديد، أقولها، وأنا آسف على قولها، إن ردات فعل بعض دولنا أصبحت غير مفهومة، فلا نراها تستنكر مع المستنكرين، ولا نسمعها تشجب مع الشاجبين، وتعطينا إيحاء بأن الأمر لا يعنيها ما دام يمس دولة أخرى، وهذا ما جعل إيران تصعد في لهجتها ومواقفها وتدخلاتها، حتى وصلت إلى دعوة شعب البحرين للخروج على الدولة، عبر وكالة «تسنيم» الحكومية، قبل عدة أيام، وهذا تحريض يتنافى مع الأعراف، وكنا ننتظر من كل دول المجلس أن تقول لإيران «كفى» بصوت مسموع.