- أهم الأخباراخترنا لكالأخبار

نيران الحدود العربية تحرق الأشقاء

مشهد مأسوي تعيشه الحدود السياسية بين الدول العربية المتجاورة، تلك الحدود الوهمية المرسومة لتبين الأراضي التي تمارس فيها الدولة سيادتها دون التعدي على جارتها، لم تسلم من الصراعات والانقسامات العربية.

الحدود التي تختزل العلاقات بين البلدان المتجاورة، وتختزن التاريخ والوضع الأمني والسياسي للدول، لم تعد نقطة هادئة تتقاطع وتلتقي عندها الدول، بل تحولت إلى مركزًا للعداء والصراع العربي.

أصبحت كل دولة عربية تعيش حالة من النزاع مع شقيقتها لأسباب تختلف من دولة لأخرى، فهناك من قاطعت شقيقتها خشية أن ينتقل إليها الإرهاب المتفشي لدى جارتها، وأخرى تحارب على حدود شقيقتها بحجة إعادة الشرعية لها، وتتعدد الأسباب والنتيجة واحدة وهي اشتعال الحدود بالنيران الصديقة.

السعودية واليمن

قصف جوي وعمليات عسكرية تشنها السعودية باستمرار على حدودها مع اليمن وداخل الدولة؛ لمحاربة الحوثيين المتمردين على شرعية البلاد، حتى أصبحت حدودهما منطقة ملتهبة للغاية؛ ليجني آلاف القتلى والجرحى حصاد “عاصفة الحزم”.

مصر وغزة

ومنذ عزل الرئيس المصري، محمد مرسي، في يوليو2013، وما أعقب ذلك من هجمات استهدفت مقارًا أمنية في شبه جزيرة سيناء المتاخمة للحدود مع قطاع غزة، شددت السلطات المصرية من إجراءاتها الأمنية على حدودها البرية والبحرية مع القطاع، حيث طالت تلك الإجراءات، حركة أنفاق التهريب المنتشرة على طول الحدود المشتركة، مع إغلاق معبر رفح البري وفتحه استثنائياً على فترات زمنية متباعدة لسفر الحالات الإنسانية من المرضى والطلبة وأصحاب الإقامات والجنسيات الأجنبية.

ومنذ أكتوبر الماضي، تعمل السلطات المصرية على إنشاء منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، وتحديدًا في مدينة رفح، وبعرض 2 كيلومتر؛ لمكافحة الإرهاب.

المغرب والجزائر

أما الحدود السياسية بين المغرب والجزائر، فهي مغلقة منذ ما يزيد عن 20 سنة، بعد وقوع انفجار بفندق أطلس آسني بمدينة مراكش في 1994، واتهم المغرب حينئذ الجزائر بالتورط في ذلك، ما جعله يفرض التأشيرة على مواطنيها، فردت الأخيرة بإغلاق الحدود مباشرة، ويعكف البلدان حاليًا على بناء جدران إسمنتية وأسلاك شائكة في الحدود بينهما.

وتنشط في الحدود المغربية الجزائرية تحركات مهربي المخدرات والبنزين، ويخلف هذا العداء الحدودي أحيانًا قنص مواطنين بالرصاص الحي، ما يؤجج الوضع الحدودي بين الفينة والأخرى، وينخرط البلدان في سباق تسلح منذ سنوات.

الأردن والعراق

وبسبب الأوضاع الأمنية ونظرًا للظروف الصعبة التي تعيشها العراق، أغلقت الأردن حدودها معها، وأكدت أنها لن تفتح الحدود حاليًا.

ورغم أن إغلاق الحدود الأردنية مع العراق تسببت في خسائر ضخمة – حسب بيان نشرته غرفة صناعة عمان – أكدت فيه أن الخسائر الأولية لقطاع الصناعة أكثر من 200 مليون دينار، وتوقف 20 مصنعًا عن الانتاج جراء اغلاق الحدود العراقية، إلا أن اللأردن ترفض إعادة فتح الحدود.

البحرين وإيران

أما المملكة البحرينية فتخشى تصدير مخطط الإرهاب الايراني الذي أصبح علانية إليها، حيث تخشى أساليب الإرهاب من خلال تهريب السلاح والمتفجرات واستغلال شباب الوطن وفرض فتاوى متعصبة لاستعبادهم وجرهم قهرا الى الولاء لمرجعية ايران.

ولذلك تعتبر البحرين هذا الأمر من القضايا الوطنية التي تمس جميع دول مجلس ومطلبًا ملحًا لرسم سياسة تتناسب مع التحولات السياسية المرتقبة التي تؤسس اقامة اتحاد يضم دول المجلس التي اصبحت هدفا واضحا معلنا لمخطط ايراني توسعي مستمر ضدها.

والكثير من سياسي البحرين يدعون للنظر في سياسة الحدود المفتوحة مع إيران وتضييقها للحد من استمرار اعمال تهريب السلاح والمتفجرات والمخدرات من ايران.

 مصر وليبيا

أجهزة الأمن المصرية أغلقت حدودها مع ليبيا وشددت قوات حرس الحدود المصرية حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى، انسحاب القوات الليبية من منفذ مساعد الحدودي مع مصر دون أسباب معلنة، في 15 أغسطس الماضي.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى