من صباح يوم الخميس وحتى ساعة متأخرة من مساء أمس، كتبت أربعة مقالات لبداية الأسبوع، الأول عن اتفاق روسيا وإيران وتركيا على سوريا، أقصد على المناطق والأحياء الآمنة في سوريا، ولكن الذي تشهده عدن بعد إبعاد الذين حرروا الجنوب لصالح الذين باعوا اليمن كله فرض أولوية، وما إن فرغت من الكتابة حول «إعلان عدن التاريخي»، حتى طلت لقطات عجيبة وغريبة عبر رسائل مصورة أرسلها بعض الأصدقاء.
فقلت إن الشأن المحلي يستحق أن يتقدم، ولا بد من التنويه إلى خطورة تلك الموجة المنحرفة بحركاتها وتسمياتها وانتشارها، وكتبت فإذا بالنائب العام يصدر بياناً مساء الجمعة يتوعد فيه كل «متصوع»، كما قالوا عن أنفسهم، فتوقفت معتبراً ما قاله النائب العام رأيي ورأي المجتمع بأسره، فعدت مرة أخرى لأختار مدخلاً جديداً.
وتذكرت أن اليوم الأحد هو يوم الحسم في فرنسا، وسيشهد نتيجة الصراع على المنصب الأعلى في السلطة، فاليوم هو يوم انتخاب الرئيس، وقد تكون هناك رئيسة لأول مرة، وأية رئيسة؟ إنها «مارين لوبان» المتشددة، التي تحمل أفكاراً يمينية متطرفة، يقابلها «ماكرون» الوسطي المعتدل، والذي لن يحدث هزة في البيت الفرنسي إذا فاز، بينما سيكون الزلزال تحت أقدام المرأة القوية التي تنافسه، إذا فازت تغير شكل فرنسا ومحيطها.
وقد تتغير ملامح الكثير من المناطق في العالم، فهي وجه فرنسي آخر، شبيه بذلك الوجه الذي اختفى منذ عقود، والمستنسخ من عهود غابرة، يوم كان هناك «لويس التاسع» و«نابليون» وغيرهما من الزعماء والقادة الطامحين والطامعين الذين إذا أرادوا اختبار سطوتهم اتجهوا إلى بلاد العرب.
وحيث إن اليومين الأخيرين من أي انتخابات نزيهة لا تثبت فيها توقعات أو استطلاعات، وتكون صناديق الاقتراع هي الحكم، قلت «إن غداً لناظره قريب»، وسنترقب، وكل شيء يمكن أن يحدث مساء هذا اليوم، كل شيء ما بين الفوز والخسارة، ولا تستغربوا إذا رأيتم أبواب «الإليزيه» تفتح للرئيسة.
ضاعت الفكرة، وسط سيل من الأحداث والتطورات، لم يعد التركيز موجوداً، فقد اختلطت الرؤية، وما عادت هناك ثوابت يستند إليها، لا في المجتمع ولا في السياسة، وما بين «متآمر» و«مخرف» و«طامع» و«كاذب» ظهر «متصوع» تافه.