3 مشاهد…
3 مشاهد مهمة هذا الأسبوع توقفت معها، هذه المشاهدات قد لا تكون مرتبطة بعضها ببعض، لكن توقفت كثيرا أمامها، وهى مشاهد قد لا تكون مرتبطة، ولكنها تؤدى إلى طريق واحد
المشهد الأول: هو وثيقة حماس الجديدة، وما صاحبها من ضجيج إعلامى، وما تردد عن فك الارتباط بين حركة حماس وجماعة الإخوان، وهذا لم يظهر فى الوثيقة بوضوح، وسبق أن أعلنت عدة أحزاب مرتبطة بالإخوان فى أكثر من بلد عربى فك ارتباطها بالجماعة الأم، إلا أن الواقع يؤكد أن الارتباط مازال موجودًا.
وهذه الوثيقة مجرد حبر على ورق، خاصة أن حماس حركة استولت على السلطة فى غزة، واعتدت على الدستور الفلسطينى الذى أعطاها الشرعية، ومنحها حق خوض الانتخابات البرلمانية، وسرعان ما انقلبت على هذا الدستور، وداسته بالأحذية.
وكان عليها أن تصدر وثيقة اعتذار للشعب الفلسطينى أولًا، وأن تسلم السلطة للرئيس الفلسطينى وأن تعيد الأموال والممتلكات التى استولى عليها قادة حماس فى غزة وخارجها إلى خزينة الدولة الفلسطينية، إن كانت صادقة فيما تدعيه من أنها حركة مقاومة.
فهذه الوثيقة الإنشائية هى محاولة لخداع العالم، فمكان إعلانها وزمانه يؤكد أنها خدعة جديدة من الحركة حتى تستعيد على الأقل الالتفاف الشعبى العربى الذى خسرته فى السنوات الأخيرة.
المشهد الثانى: ما أعلنته شركة «أبسوس» العاملة فى مجال قياس نسب المشاهدة أن القنوات العربية الفضائية عرضت 75 مسلسلًا تركيًا فى العام الماضى، وأن هذه المسلسلات جلبت إعلانات بمقدار 600 مليون دولار.
استوقفنى فى بيان الشركة أن هذه المسلسلات بدأت تعرض فى المنطقة العربية مدبلجة منذ عام 2008 أى منذ أن تمكن حزب الرئيس التركى من تركيا.
وأغلب هذه المسلسلات تاريخية تحكى عن عظمة وتقدم الدولة العثمانية، حتى المسلسلات الاجتماعية تحكى عن رقى وتقدم الشعب التركى، فهذا الغزو التركى غزو ممنهج ومرتب للترويج وسط العامة من متابعى هذه المسلسلات أن الدولة العثمانية التى حكمت المنطقة العربية 6 قرون كانت دولة متحضرة ومتقدمة، وأن كتب التاريخ كاذبة.
والغريب أنها انتشرت أيضاً فى التوقيت نفسه الذى ظهر فيه الحديث عن إحياء الخلافة العثمانية فى تركيا، وبدأ أردوجان وجماعة الإخوان فى تنفيذ مخطط إعادة الدولة، والغريب أن دبلجتها كانت تتم فى سوريا، وانتقلت إلى لبنان.
المشهد الثالث: وهو تصريح ولى ولى العهد السعودى محمد بن سلمان بأن «الإعلام الإخوانجي» وراء الوقيعة بين مصر والسعودية، وهو يعنى أن المملكة عرفت حقيقة هذه الجماعة وحقيقة من يؤويها ويمولها.
فى الوقت نفسه هاجم مسئولان إماراتيان بعض الصحف والقنوات التليفزيونية بما فيها الجزيرة التى تسىء إلى الامارات، وإلى دورها الكبير فى اليمن، واتهموا الإخوان رسميًا بأنهم وراء الحملة، واستتبع ذلك زيارتان لأمير قطر ورئيس وزراء قطر إلى السعودية فى يومين متتاليين؛ لأن أغلب هذه المواقع تمويل قطرى تركى.
فهل هو مؤشر إلى أن دول الخليج قد تأخذ موقفًا متشددًا من هذه الجماعة التى عبثت بالعلاقات بين هذه الدول وتحاول فك الارتباط بينها؟
إن كان أردوجان والإخوان نجحوا أخيرا فى تركيا، وفشلوا فى مصر، وتراجعوا خطوة فى تونس والسودان والمغرب والأردن، ويحاولون أن يتلاعبوا بالقوى السياسية فى اليمن وليبيا من خلال الوقيعة بينهم ونشر الشائعات والتضليل الإعلامى إلا أنهم مستمرون فى مخططهم.
هذه المشاهد تكشف عن حجم ما تقوم به هذه الجماعة ومموليها من تهديد للسلم والأمن العربى والتحالف مع الشيطان والتخلى عن المبادئ من أجل مصالح أعضائها، وليس دولها، فحماس ستظل تابعة للإخوان وأردوجان قريبا سيعلن عن دولته العثمانية، ويكشف عن أطماعه بمنتهى الوضوح لأنه يعرف ماذا يريد وكيف يصل إلى ما يريد.