أجاب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن أهم سؤال طرحناه يوم أمس، قال إن عدم ذكر انتماء حركته لجماعة الإخوان المسلمين في الوثيقة التي أعلنها يوم الاثنين لا يعني التخلي عن التبعية العقائدية، ولم تكن هناك حاجة لتكراره، لوجوده في النظام الأساسي للحركة بأنها جناح من أجنحة جماعة الإخوان المسلمين.
بلا أدنى شك تعرض مشعل للتوبيخ من التنظيم الدولي وأتباعه في غزة، خاصة من الذين يقيمون في الدوحة التي أطلق وثيقته الجديدة منها، وهو في تصريحه اللاحق والمتصدر لشريط أخبار قناة الجزيرة أراد أن يقول إنه غير مضطر ليؤكد الأكيد، فهو وحركة حماس عرفا واشتهرا بتبنيهما للفكر الإخواني الإرهابي، وهما يتبعان الجناح المتطرف من هذا الفكر، وهو جناح القطبيين، وقد أثبتت التجارب بأن مشعل وحماس ينتهجان الأسلوب المعروف عن أتباع سيد قطب.
وعلى رأسه عدم الاعتراف بالوطن والانتماء له، وأن السلطة هدف وغاية، حتى لو كان مقابلها التضحية بشعبهم وتدمير بلادهم، فحاول أن يذر الرماد في العيون، ولم يستطع الصمود لأكثر من يوم، فعاد وثبت تلك الحقيقة التي لا يخفيها الإخوان، وهي أن من يدخل مصيدتهم لا يخرج منها أبداً، ولا مكان له غير القبر منجياً!!
قد تكون وسائل الإعلام التي طبلت طوال يوم الاثنين تنبهت إلى تسرعها واندفاعها، وقد يكون أولئك الذين يستعينون بالإخوان »المرتدين« كما يسمونهم قد تأكدوا بأن الإخواني يبقى إخوانياً حتى يموت، ولا يخرج من التنظيم إلا إلى القبر، فوسائلهم كثيرة، وهي تمنحهم السيطرة عبر غسل الأدمغة أو الابتزاز والقهر والتهديد.
وللتذكير فقط نقول إن تنظيماً يستخدم الإرهاب ضد مجتمعه لن يتردد في إرهاب من ينتمون إليه، وهم »أساتذة« في الاغتيالات والتصفيات الجسدية، وكم أكلوا بعضهم البعض في تاريخهم، والثابت عنهم أن من يدعي انشقاقه أو ابتعاده أو اكتشافه لأفكارهم السرية في الغالب يكون ضمن »خلايا« تزرع في مكونات الدول الإدارية والسيادية لتخدم التنظيم. حماس ما زالت في «الحاضنة» الإخوانية.