الأخبار

الإرهاب ظاهرة إعلامية تسعى لنشر الخوف والترويع

  • ضياء رشوان: الأمل لن يأتي إلا بنشر الحقيقة

  • عبد العزيز الخميس: وسائل إعلام عربية معروفة تساند الكيانات الإرهابية

  • الالتفاف حول الأجندة الوطنية واجب على كل مواطن يسعى لرفعة وطنه

 

ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي، المقام تحت الرعاية الكريمة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أكد الإعلامي المصري ضياء رشوان، مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والإعلامي السعودي عبد العزيز الخميس أن الإرهاب يمثل ظاهرة إعلامية تسعي لتخويف الجمهور وترويعه.

وخلال الجلسة التي حملت عنوان «الأمل في مواجهة الإرهاب» وأدارتها الإعلامية فضيلة سويسي من قناة سكاي نيوز عربية، تناول الضيفان دور الإعلام في مواجهة الإرهاب وكيف يمكن تبني استراتيجية إعلامية قادرة على دعم القيم الوطنية والمساهمة في مختلف مسارات التنمية والالتفاف حول الأجندة الوطنية لكل دولة من قبل المواطنين الساعين إلى رفعة أوطانهم.

وفي بداية الجلسة، أشار الخميس إلى وجود حالة من الانقسام في منظومة الاعلام العربي عموماً حيث تبذل وسائل إعلام عربية جهداً متواصلاً لمجابهة الفكر الإرهابي والتصدي له، في حين أن هناك جهات إعلامية أخرى داعمة ومساندة للكيانات الإرهابية مستخدمةً في ذلك كلمات وعبارات خادعة وملتفة تصور الإرهاب على أنه حركة ثورية مقاومة للظلم، منوهاً بأن هذه الجهات الإعلامية متورطة في أجندات سياسية مغرضة وبعيدة كل البعد عن المسارات الوطنية والتنموية.

وعن علاقة الإرهاب بالإعلام، لفت رشوان أن الإرهاب لا يهدف إلى القتل والتدمير فقط، بل يسعى في المقام الأول إلى نشر تفاصيل جرائمه من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة لاسيما منصات التواصل الاجتماعي وذلك بهدف ترويع الجمهور وبث الخوف في النفوس، وهو ما يعني أن الإرهاب ظاهرة إعلامية قبل أن يكون مجرد سلسلة من الجرائم المنظمة ضد البشرية.

وأعلن رشوان أن بعض وسائل الاعلام العربية تشارك دون قصد في دعم الأفكار الإرهابية من خلال نشرها للعديد من المعلومات والأفكار التي تتبناها الكيانات المتطرفة وذلك تحت مبرر السبق الصحافي، في حين أن وسائل إعلام عربية أخرى تخلط الأمور عن عمد وتروج لبعض الجماعات المتطرفة على أنها كيانات معتدلة ذات فكر منفتح.

ووافق الخميس على نفس الفكرة مؤكداً أن القضية السورية شهدت العديد من الأمثلة الصارخة حيث تصر بعض الأطراف الإعلامية العربية على إطلاق وصف الاعتدال على فصيل معين مرتبط بالإرهاب ارتباطاً مباشراً ما يشي بأن الاجندات السياسية المغرضة باتت هي من تحدد التوجه الإعلامي لهذه الجهات الإعلامية.

كيف نصنع الأمل؟

وأكد رشوان أن التهديد الذي يخلقه الإرهاب يدفع الشعوب العربية إلى الالتفاف حول الاجندة الوطنية وفي هذا السياق يجب على الإعلام أن يوضح الحقائق لتعريف المواطن العربي بماهية الدولة الوطنية باعتبارها كيان تاريخي ينبغي الحفاظ عليه، كما يجب فضح ممارسات الحركات الاسلاموية التي ترمي إلى تقويض دعائم الدولة من خلال تصويرها بأنها كيان معاد للدين، وشدد رشوان على أن الأمل سيأتي مع الشباب ولكنه لن يأتي إلا بنشر الحقيقة.

وفي ذات السياق، أشار رشوان إلى فشل الكيانات المنتمية للإسلام السياسي في الترويج لفكرة الدولة والمواطنة، بل أنه روج الوهم لاتباعه من خلال إضرام مشاعر الكراهية والضغينة وتصوير الدول بكل مكوناتها على أنها كيانات كافرة.

ومن جانبه أعتبر الخميس أن التدخل الديني في الأمور السياسية يخلق العديد من المشكلات، وأن الالتزام بمسارات العمل الوطني، وعدم استخدام الخطاب الديني في إدارة الدولة يمثلان بداية طريق الإصلاح، مذكراً بأن الإعلام الإسلاموي، إذا جاز التعبير، يحمل بين أضلاعه مقومات فاشله حيث أنه يحمل قدراً كبيراً من الكراهية والتحريض والشحن النفسي، وابتعد تماماً عن القضايا والخطط التنموية.

الهزيمة العسكرية والهزيمة النفسية

مع توالي الهزائم العسكرية لما يعرف باسم «داعش»، أصبح من الواجب على الإعلام العربي الدخول في معركة الحرب النفسية لكسب القلوب والتعاطف حيث ما زال الكثيرون يعتقدون أن الكيانات المتأسلمة تدافع عن الإسلام، وهنا شدد الإعلامي المصري ضياء رشوان على حقيقة واضحة مفادها أن الجماعات المتأسلمة طوال 14 قرناً هي تاريخ الإسلام لم تنجح في خلق الدولة التي تكلم عنها طوال الوقت، مؤكداً أن «داعش»، والقاعدة باتا على أعتاب النهاية التي تليق بهما.

واتفق الضيفان على أن الكيانات الإرهابية التي ظهرت طوال التاريخ العربي كانت دائماً وأبداً تستفيد من الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلدان، وهو ما يظهر بجلاء في الحالتين العراقية والسورية حيث قامت «داعش» بالإعلان عن نفسها مستفيدة من الأزمات التي واجهت العراق، وتكرر نفس السيناريو في سوريا، وهو ما يبرهن – لكل من تساوره الشكوك – أن المجتمعات التي تؤمن وتمارس حق المواطنة والتوافقية وقبل كل ذلك الحوار الحضاري البناء سوف تكون في مأمن من شر هذه الكيانات المتطرفة وما تروج له من أفكار هدامة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى