منتدى الإعلام العربي يبحث مستقبل المنطقة العربية بعد الأزمات
-
د. فهد الشليمي: الدول المتضررة من «الربيع العربي» بحاجة إلى أكثر من 15 عاماً لتعود لسابق عهدها
-
عماد الدين حسين: الإعلام لابد أن يكون دائماً إلى جوار المواطن مسانداً لقضاياه
ناقش المتحدثون خلال جلسة «ما بعد الازمات العربية»، التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي في دورته السادسة عشرة في دبي، أهمية التوصل لحلول للأزمات التي تعصف بالمنطقة، وضرورة التغلب على حالة الفوضى التي تسود بعض الدول العربية، مشددين على الدور المهم للإعلام العربي وتأثيره الإيجابي في مستقبل المنطقة، من خلال التعامل بواقعية وتحمل مسؤوليته في إعادة الثقة للمواطن العربي، وتسليط الضوء على الجوانب المضيئة التي تشحذ الهمم والطاقات.
وحاول المتحدثون خلال الجلسة التي تحدث فيها د. فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق المصرية، وأدارها شريف عامر، إعلامي، قناة ام بي سي مصر، الإجابة على بعض التساؤلات التي تشغل بال المواطن العربي فيما يخص مستقبل المنطقة بعد انتهاء أزماتها، والعقبات التي تحول دون تحقيق مستقبل عربي يكون العرب فيه أفضل حالاً، والمهلة الزمنية التي يتطلبها ذلك.
خسائر ضخمة
وقال الشليمي إن ما تعانيه المنطقة من أزمات يأتي نتيجة مباشرة لما أسماه «الدمار العربي» وليس الربيع العربي، وأن ما حدث من ثورات في عدد من الدول العربية جلب الكثير من الخراب على المنطقة وتسبب في خسائر ضخمة قدرت في مؤتمر الاستراتيجيات العربية الذي استضافته دبي بــ 833 مليار دولار، ناهيك عن آلاف القتلى وملايين الجرحى.
وحول المدة التي يتطلبها إعادة بناء الدول التي دمرت بفعل ما عرف بثورات الربيع العربي أضاف الشليمي أن تلك الدول بحاجة إلى أكثر من 15 عاماً حتى تعود لسابق عهدها، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر الذي تواجهه تلك الدول هو التحدي الاقتصادي وإعادة بناء مؤسسات الدولة لتكون قادرة على إعادة البناء، هذا بالإضافة على حاجتها وقت أطول لعلاج ما أسماه بالشرخ الاجتماعي الذي حدث بين مكونات تلك المجتمعات من الداخل، لتعود مرة أخرى متماسكة ومترابطة.
وأكد رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام أنه من بين التحديات التي تواجهها بعض الدول العربية هو تصاعد التيارات الشعبوية في الكثير من الدول المانحة، وهو ما سيعرقل تدفق المساعدات لصالح الدول التي تعاني أوضاع اقتصادية متردية، وستكون مرهونة بالأوضاع الاقتصادية والسياسية في الدول المانحة.
وعن دور المواطن العربي للتغلب على الازمات التي حلت ببعض الدول، لفت الشليمي إلى ضرورة العمل من الأن على استعادة ثقة المواطن العربي في حكوماته، وإقامة مشروعات عربية مشتركة تساعد المواطن العربي وتشعره بقيمته واهميته ودوره في بناء المجتمع.
وعن دور الإعلام في تلك المرحلة أشار الشليمي إلى حاجة المنظومة الإعلامية العربية لمجموعة من الضوابط التي تقنن عمل الإعلام، وتمكنه من مساندة إعادة بناء الدول المتضررة من ثورات ما عرف بالربيع العربي، مشيراً إلى أن ضرورة البحث عن ضوابط تنظم حرية التعبير وتجنب الإساءة للرموز العربية، وتوقيع غرامات رادعة بحق الإعلاميين ووسائل الإعلام المسيئة.
الإرهاب والطائفية
من جانبه أكد عماد الدين حسين أن حال العالم العربي اليوم يسأل عنها أطراف من خارج العالم العربي، وتحديداً من خططوا ومولوا ودعموا الإرهاب، وهو ما يدعونا كعرب إلى الاتحاد وعدم المراهنة الخاسرة على حلول خارجية، لأنه من الصعب أن من صدّر الإرهاب ويدعمه سيأتي لنجدة شعوب المنطقة.
وأضاف حسين أن العالم العربي يعاني من فيروس أسمه الإرهاب، وتفشي الطائفية، وهو ما يدفع الدول العربية إلى التفكير بجدية في معالجة مشاكلها بعيداً عن تدخل الغرب، ومحاولة لملمة ما تبقى من عروبة، والتوجه مباشرة نحو النهوض بالنظام التعليمي العربي، وترميم النسيج المجتمعي في إطار شعب عربي واحد، توافر فيه أدنى حد من التعددية وتقبل الآخر.
ولفت رئيس تحرير صحيفة الشروق إلى المساندة السعودية والإماراتية للدولة المصرية، والتي عكست وعي وحرص على الحفاظ على مكانة مصر ودورها كصمام الأمان في قلب الأمة العربية، معرباَ عن تفاؤله أن الأزمات العربية لن تدوم طويلاً، لاسيما مع العمل على تفويت الفرصة على من يأججون الصراع المذهبي لتحقيق مكاسب سياسية.
وحول دور الإعلام في المساهمة في تخطى أزمات المنطقة قال حسين إن مكان الإعلام لابد أن يكون دائماً إلى جوار المواطن، مسانداً له ومناقشاً لقضاياه، مشيراً إلى أن بوصلة الإعلام لن تعود مرة أخرى إلى الخلف، نظراً لوجود ما يعرف بالإعلام الجديد وانتشار منصات التواصل الاجتماعي.