أستضاف منتدى الإعلام العربي ضمن أجندة جلسات الـ 20 دقيقة ليومه الأول، المخترع عبد الرحمن الأشرف، الحاصل على جائزة «الشباب الأوروبي الرقمي» لعام 2016، الذي أستعرض خلال جلسة بعنوان «تواصل بدون أنترنت» تقنية جديدة تتيح لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي إمكانية التواصل مع العالم دون الحاجة للدخول إلى شبكة الانترنت، وبشكل مجاني.
وتحدث الاشرف عن ابتكاره، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى العالم، والذي يتيح استخدام هذه التقنية حتى في حال انقطاع الاتصالات، أو عدم توفر مزود خدمة الانترنت أو أبراج تغطية أو أقمار صناعية، وتعتمد هذه التقنية على طرق مبتكرة لتكوين شبكة بين الأشخاص، بالاعتماد على هواتفهم الذكية، بدلًا من أبراج التغطية والأقمار الصناعية، وهو ما يزيد اتساع وقوة الشبكة مع ازدياد الأشخاص المتصلين بها.
وأشار الأشرف إلى أن فكرة التطبيق تبلورت لديه لمساعدة الأشخاص غير القادرين على التواصل مع العالم الخارجي في مناطق الحروب أو الكوارث، لكنها سرعان ما تطورت لتشمل جميع الأماكن التي تعاني من سوء اتصالات أو ضعف في شبكة الانترنت، لتصل أنفاق القطارات والأماكن البعيدة عن مراكز المدن.
ويتضمن المشروع إلى جانب نظام الإرسال، نظام تنبيه يعتمد على الضوء والصوت، يعمل على إيصال رسالة تحذيرية للمتواجدين في منطقة معينة، كي لا يتوجهوا نحو مكان ما يشكل خطورة على حياتهم، وسيعمل نظام التنبيه عبر خصائص «الوايفاي» أو «البلوتوث» في الهاتف النقال.
حوار حضاري
وحول معايشته لمعنى الحوار الحضاري لفت الأشرف إلى أن حياته مرت بعدد من المراحل التي أكسبته الكثير من الخبرات وأطلعته على العديد من الثقافات، بدءً من المرحلة الثانوية في دمشق حيث تعرف إلى أقران له مختلفين في الأعراق والثقافات ويتحدثون لغة أخرى إلى جانب العربية، وهو ما ساعده على تقبل الآخر واكتساب ثقافات جديدة كان لا يعرفها على الرغم من أنه يعيش معها في وطن واحد.
اما المرحلة الثانية من حياته فكانت عند توجهه للعيش في ألمانيا، وسعيه للتقارب والتفاعل مع المجتمع الألماني، وهو ما أسماه بمرحلة الانفتاح الحضاري، حيث شعر أنه سفير لثقافته كشاب سوري دمشقي وينبغي عليه محاولة تبديل الصورة السلبية التي استقاها البعض من وسائل الإعلام نظراً للظروف التي تمر بها المنطقة.
وأكد الاشرف أنه بعد انفتاحه على المجتمع الألماني انخرط في مرحلة التفاعل الحضاري، والبدء في العمل على تبديد مخاوف الآخر، من خلال طرق عمليه بدأت بإعداده للوحة كبيرة تحوي 400 صورة عن الحياة السورية قبل وبعد الازمة، وهو ما أثار إعجاب أقرانه الالمان وإعطاءهم صورة حقيقية عن الوضع في سوريا، كما قام بعمل عدة ورشات لأهالي المنطقة التي يعيش فيها، لتعريفهم ببعض العادات العربية والسورية على وجه الخصوص، إضافة إلى قيامه ببعض الزيارات لأطفال المدارس لاطلاعهم على الثقافة السورية والتأكيد على أن المقيمين في ألمانيا من الجنسيات الأخرى جاءوا ليعملوا ويتعلموا في أمان وسلام.