بريطانيا أنفقت أكثر من 60 مليون استرليني على برامج الاندماج في المجتمع منذ عام 2010
المسؤول البريطاني يؤكد أهمية الشراكة بين الحكومات ووسائل الإعلام لنشر ثقافة التسامح وبناء مجتمعات تنبذ خطاب الكراهية
كشف إليكس إيكن المدير التنفيذي للاتصال الحكومي في الحكومة البريطانية أن بلاده أنفقت أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني على برامج الاندماج في المجتمع البريطاني منذ عام 2010، وتم تنفيذ 30 مشروعاً منذ عام 2014 استفاد منها 666 ألف شخص، مشيراً في هذا الصدد إلى تركيبة المجتمع البريطاني الذي يتسم بتنوعه الثقافي والديني، وكيف كان من المهم إيجاد برامج إندماج تحافظ على تماسكه وتعاون كافة أفراده في علاقات من التسامح والإيجابية، مؤكداً أن المجتمع البريطاني يقوم على مجموعة من القيم الأساسية، وهي سيادة القانون، المساواة، المشاركة في المسار الديمقراطي، احترام الأقليات وحرية التعبير.
وقال إليكس إيكن في جلسة تحت عنوان« الإعلام.. حوار التسامح»، ضمن أعمال اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي في دورته السادسة عشر في دبي إن بإمكان الحكومات ووسائل الإعلام بناء مجتمع قوي ومتسامح ينبذ خطاب الكراهية، بالعمل معاً عبر وسائل التواصل المتاحة.
وأشاد المدير التنفيذي للاتصال الحكومي في الحكومة البريطانية بالتجربة الإماراتية، والتي تعد نموذجاً يحتذى في بناء مجتمع متسامح متعاون بين كافة أفراده رغم تنوع جنسيات وديانات الذين يقيمون على أرض الدولة، وحثّ كافة الحكومات على تعزيز الحوار وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات الاقتصادية والتقنية، مشيراً إلى أن هناك تغيرات متسارعة ومشكلات نتجت عن العولمة وثورة تقنية المعلومات، فالجميع قد يكون محرراً أو معلقاً، وقد يقوض تعليقه القيم الراسخة والحوار، موضحاً أن هناك سرعة هائلة في انتقال الأخبار التي قد يكون بعضها كاذباً وفي هيئة إشاعات، مؤكداً أن نقطة البداية لمواجهة هذا التحدي هو تعاون الحكومات ووسائل الإعلام في إيصال الحقائق للجمهور بنزاهة وشفافية وموضوعية.
وأكد إيكن أهمية وإمكانية بناء شراكات بين الحكومات ووسائل الإعلام لنشر ثقافة التسامح وبناء مجتمعات قوية، مشيراً إلى إن هناك سبعة مبادئ تحكم عمل الحكومة البريطانية على تحقيق مجتمع أكثر تسامحاً وشموليةً من خلال تواصل حكومي قوي وفعال، وتشمل: تقبُّل المشكلة، وخلق ثقافة تسامح على الصعيد الحكومي، وتشجيع ثقافة التنوع عبر التواصل الحكومي، والتصدي للتطرف وتشجيع الأصوات المعتدلة، والاتفاق على القواعد التي تحكم العلاقة مع وسائل الاعلام، والاحتفاء بالنجاحات التي تحققها جميع المجتمعات، والعمل على أن تكون الحكومة مصدر إلهام عملي للآخرين.
وقال إن حوار التسامح يجب أن يسود حتى في الأوقات التي ينتشر فيها الموت والتفجيرات والفكر المتطرف، والعمل على تنفيذ برامج اندماج، وهو ما قامت به الحكومة البريطانية في أعقاب تفجيرات لندن 2005 وحتى الآن، كما تعمل على الاحتفاء بالنجاحات الوطنية على مدار التاريخ ما يسهم في التفاف الجميع حول قضية الوطن، ومكافحة من يريدون التدمير بالعنف، مؤكداً أن التسامح ركيزة مهمة لبناء الحضارات والحوار.
وأشار المسؤول البريطاني إلى وجود تعاون وتبادل للخبرات في مجال الاندماج المجتمعي ونشر ثقافة التسامح بين الحكومة البريطانية وعدد من الدول العربية، في مقدمتها الإمارات والسعودية وسلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية.