نون لايت

رشيد الخيون: الحوار مع الآخر مطلباً مُلحاً في وقتنا الرَّاهن

الخيون: بناء الكيانات الحزبية على أساس الدين أو المذهب أو القبيلة قنابلَ موقوتة لهدم التَّعايش

 

ضمن برنامج اليوم الاثنين، لمنتدى الإعلام العربي في دورته السادسة عشرة، عقدت جلسة تحت عنوان «حوار التعايش» تحدث فيها الباحث والمفكّر الدكتور رشيد الخيون حول التعايش والحوار مع الآخر وكيف أصبح ضرورة حتمية ومطلباً مُلحاً في وقتنا الرَّاهن، حيث أخذت الكراهية تهدم الأوطان، تحت شعارات الأممية الدِّينية والمذهبية، وما هو معلوم أن الدِّين والمذهب عابراً الجغرافيا، ولا يُشكل هذا العبور مشكلةً إذا لم يرتبط بعقيدة سياسية أو تنظيم حزبي.

وأضاف خلال الجلسة ومن واقع تجاربه الشخصية في معاصرة العديد من الحقائق حول المذاهب والأديان وقضية الحوار بينها، قائلاً: أن ما هو موجود في بعض المجتمعات العربية، تساكن لا تعايش. و «التساكن» يعني إيمان كل جماعة بأن مسؤوليتها محصورة بالبقاء منغلقة على نفسها وترعى شؤونها دون الانفتاح على الاخرين، أما مجاملة أو خوفاً من المحيط.

وأشار خلال الجلسة، إلى الفروقات المنتشرة بين مصطلحي «الأقلية» و«الأكثرية»، فالأول يُشعر بالضعف وطلب الحماية والثاني يُشعر بالسطوة والهيمنة، مِن دون إغفال أن عصبة مِن الأقليات حكمت الأكثريات والأقليات معاً، وقال إنه من الخطأ أن تؤخذ مجموعة بشرية بجريرة أفراد منتسبين إليها، وكان هذا الخطأ المتعمد وراء تصفيات وكراهيات عمت الأديان والمذاهب والقوميات عن طريق تصعيد الشعور الطائفي. وتأسس أي كيانات حزبية على محمل الدين أو المذهب أو القومية أو القبيلة، مع السياسة، تغدو قنابلَ موقوتة لهدم التَّعايش.

ولفت إلى أهمية الانتقال مِن حالة التَّساكن، إلى التفاعل الاجتماعي وتحقيق المساواة، وأن يحكم بالتسامح على مفهوم «العفو عند المقدرة». وكذلك أهمية فكرة المواطنة والديمقراطية في بناء حوار حضاري قائم على أسس التعايش والتسامح، والعكس أيضاً صحيح فلا مواطنة بلا تعايش.

كما سلّط الدكتور الخيون من خلال جلسة «حوار التعايش» الضوء على قضية «الطعام» حيث درجت العادة قديماً أن تُحرم جماعة طعام جماعة أخرى، موضحا أن ذلك جاء في عباءة أعطيت صبغة دينية ومذهبية رغبة لكسر حالة التعايش بين المجتمعات البشرية، وتحويل الطَّعام لوسيلة للنبذ والإقصاء.

وأضاف، إذا ما تمت تنحية مصطلح «التَّعايش» من جذر «عاش»، وكل ما يتعلق بأسباب الحياة: العيش، والعيشة، والعش الذي تصنعه الطُّيور عندما تمارس غريزة ولادة الحياة، والعشش، التي سكنها الإنسان، بيوت القش والقصب وأغصان الأشجار، والمعاش، بمعنى الطعام والشَّراب، ومنها أطلقت مفردة «المعاش» على الراتب الشهري، في العديد من البلدان، وعندما يُقال أُحيل على المعاش(التقاعد) أي ضُمنت له أسباب الطَّعام والشَّراب

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى