من المؤاخذات التي يسجلها التكفيريون على الشيعة ومذهب التشيع هي إنتساب مؤيد الدين ابن العلقمي وزير الخليفة العباسي المستعصم آخر خلفاء بني العباس إلى مذهب التشيع حيث يعتبر هؤلاء التكفيريون إن ابن العلقمي قد خان الخليفة وتآمر مع هولاكو لإسقاط عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد, وقد جعل هؤلاء هذا الأمر سبة ومأخذا على مذهب التشيع بصورة عامة وكأن ابن العلقمي إماماً من أئمة الشيعة الإثني عشر !! حيث جعلوا منه رمزاً من رموز الشيعة والشيعة تأخذ منه المسلمات والفتوى !! وهذا غاية في السخف والتفكير بل إنه كاشف للعور الفكري الذي يتمتع به هؤلاء التكفيريون الذين يبتدعون الأسباب من أجل تكفير الشيعة على وجه الخصوص لغرض قتلهم وسفك دمائهم واستباحة مقدساتهم وأموالهم وأعراضهم.
فما حصل على الشيعة في زمن إبن العلقمي لا يدل على أنه على مذهب التشيع فقد حصل الهتك والترويع والقتل بحق الشيعة في زمنه وهو كان يشغل منصب وزير الخليفة, وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على إنه اما منتحل للتشيع أو إنه على فرقة شاذة عن التشيع أو إنه جاسوس للخليفة على الشيعة وأئمة الشيعة, وخير شاهد ما حل بالشيعة في بغداد من قتل وتهجير وترويع على يد المغول, فماذا لم يشفع لهم ابن العلقمي إن كان شيعياً أمامياً إثنا عشرياً ؟ فما حصل على الشيعة في زمنه لا يدل على أنه منهم, كما يحصل الآن من أهل السياسة ممن يدعون التشيع فالقتل والتهجير والترويع والفقر والحرمان والجوع وقع ويقع على الشيعة كما وقع على أهل السنة, فهؤلاء كابن العلقمي وإن صحت التسمية فهم « أبناء العلاقم » فقد وقع على الشيعة ومذهب التشيع من الظلم والحيف والترويع مما لا يمكن حصره, وهم لا يختلفون عن إبن العلقمي في زمنه.
فهل هؤلاء ومعهم ابن العلقمي يمكن أن يحسبوا على التشيع فضلاً عن جعلهم رموزاً للتشيع ويؤخذ الشيعة بجريرتهم وأفعالهم وتصرفاتهم ؟ كما يقول رجل الدين الصرخي الحسني في محاضرته السادسة والثلاثون من بحث « وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري» {{… عندما تحصل المنافسات بين السياسيين أين تنعكس ؟ تنعكس على الناس الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة ولا تأييد لهم لا لهذا ولا لذاك, لكن يعتقدون أن هذه حاضنة لهذا, هؤلاء لهم أصوات لصالح هذا أو لصالح ذاك وهكذا, فيبتلى الناس ويقع الناس في المحذور وفي الدمار وفي الهلاك وفي التهجير وفي القتل وفي التضييع, نفس الحالات نفس الحوادث نفس الوقائع تتكرر, قصص تتكرر القذة بالقذة, وماذا فعل – ابن العلقمي – في زمن الدولة العباسية وهو وزير عند العباسيين تعرض الشيعة للهتك والفتك والانتقام والقتل وانتهاك كل الحرمات وعندما أتى هولاكو لا يوجد فرق بين شيعي وسني كل من في بغداد قد سحق إلا من عنده الأموال من التجار سواء كان من السنة أو من الشيعة أعطى الأموال وحصل على الأمان, إذن لا فرق في الانتقام ولا فرق في الرشا, إذن ماذا جنى الشيعة ماذا جنى الروافض من ابن العلقمي إلا المصائب والدمار…}}.
فواقع الحال يدل وبكل وضوح على أن الشيعة ومذهب التشيع لم يجنِ من ابن العلقمي الأمس وأبناء العلاقم اليوم سوى الويل والدمار والهلاك والفقر والجوع والحرمان, لكن ما يدفع بهؤلاء التكفيريين الذين يصرون على إلصاق الشيعة ومذهب التشيع بابن العلقمي هو للتغطية على حقيقتهم وحقيقة أئمتهم وشيوخهم الذين سلموا بغداد للمغول وهذا ما تؤكده المصادر التاريخية ككتاب الكامل في التاريخ لإبن الأثير هذا من جهة ومن جهة أخرى البحث عن أسباب وذرائع لتروي عطشهم لسفك الدماء ورغبتهم في التكفير وجعل الشيعة هدفهم دائما وأبداً.