يوم سقوط صنعاء ومن بعدها عدن والمدن الرئيسية في يد الحوثيين في سبتمبر 2014، سألنا عن الإخوان، وقد كانوا شركاء في حكم اليمن، ويسيطرون على مفاصل الدولة، وأتباعهم يحكمون الميادين والشوارع في العاصمة، سألنا عنهم بعد أن تبخروا وكأنهم لم يكونوا هناك يوماً، اختفى قادتهم، وسحبت ميليشياتهم، وسلموا كل ما كانوا يتحكمون فيه إلى «رعاع» إيران من الحوثيين وأتباع حليفهم السابق علي عبد الله صالح.
وعندما تشكل التحالف العربي وأعلن عن عاصفة الحزم لم يكن للإخوان دور في وقف هيمنة الحوثيين على كل اليمن، لم يلتحقوا بالقوات المسلحة الشرعية، ولم يقاتلوا مع المقاومة الشعبية، استمروا في الاختباء، وحتى تكونت نواة جديدة للجيش الوطني، والتي شاركت قوات التحالف في طرد الانقلابيين من عدن.
وبعد تحرير عدن والجنوب كله، وتحقق الانتصارات في باب المندب والمخا ومحيط تعز بدأت «فلول» الإخوان في الظهور، خاصة بعد هزيمة القاعدة في حضرموت والمكلا، ظهروا بوجوههم المنافقة القديمة، فقد اعتقدوا بأن الساحة قد تهيأت لهم من جديد، فلبسوا أقنعة الوطنية، وللأسف وجدوا «حواضن» تساعدهم على تحقيق مآربهم وكأن تاريخهم في الغدر والخيانة مازال خافياً على بعضهم!!
لقد كان للإخوان من بعد تحرير عدن دور في تأخير تحرير بقية الأرض، بدسائسهم وبث روح الفرقة، ولعب أتباع التنظيم الدولي للإخوان دوراً خطيراً عبر إعلام ينطلق من بعض الدول التي لا تزال تعتقد أن هؤلاء يمكن أن يُصفّوا مع القوى الوطنية، وكأن درس مصر وتونس لم يمر عليهم ويتعلموا منه، وللأسف يحاول بعضهم دفن رأسه في التراب حتى لا يرى حقيقة هؤلاء المتصيدين الفرص وقت اقتسام الغنائم، والفارين من ميادين المواجهة عند الشدائد، وفي اليمن بالتحديد كان لهم دور «قذر» تمثل في مساندة تنظيم القاعدة وتمكينه من مناطق كثيرة في الجنوب، وكذلك فتح الممرات الآمنة للحوثيين لتهريب صواريخهم التي أصبحت تستخدم ضد الشقيقة السعودية بشكل يومي تقريباً.
الصوت الإخواني الصادر من الكويتي الحاقد عبد الله النفيسي دليل على أن الإخوان لا يهمهم من يحرر اليمن من الحوثيين، ومن يصد التمدد الإيراني في المنطقة، ومن يقدم التضحيات من أجل يمن آمن ومستقر، إنهم ينظرون إلى مصالحهم والمكاسب التي سيخرجون بها، ولهذا نراهم يتحالفون حتى مع الشيطان!!