نون والقلم

تكسير العظام

تنادت القوى السياسية الفرنسية ضد مارين لوبان، اتحد الخاسرون في انتخابات الرئاسة على موقف واحد، اليوم وبعد خيبتهم الكبرى اتفقوا على «ماكرون» رئيساً قادماً «حفاظاً على الجمهورية»، كما قال أمين عام الحزب الاشتراكي الذي كان حاكماً، وكان مؤثراً، وكان صاحب الكلمة الفصل طوال العقود الثلاثة الأخيرة، ولم يحصل في تصويت الأحد الفائت على 7 في المئة من الأصوات!

كان بإمكان الفرنسيين أن يحسموا الانتخابات في الجولة الأولى لو أنهم اختصروا المنافسة بين مرشحين في مواجهة «لوبان»، ولكنهم لم يفعلوا ذلك، كابر اليمين، وكابر اليسار، واعتقد الاشتراكيون أنهم يتوارثون المناصب من بعضهم البعض، فكشر الشعب عن أنيابه بعد أن تجاذبته الأهواء، إنها الديمقراطية التي يتغنون بها، والحكم في ظل نظام ديمقراطي ليس للتاريخ، وليس لتراكمات الإنجازات، خاصة في ظل الظروف الدولية المعقدة، وتحت وطأة الضغوط الداخلية، ونجاح الإرهاب في ضرب فرنسا نحو 11 مرة، واهتزاز الثقة في المنظومة الأمنية والإدارية.

تمثل مارين لوبان الوجه الآخر، لهذا صوت خمس الشعب لها، وقد يصوت آخرون في الإعادة، وتحدث المفاجأة، وتستقطب أولئك الذين غابوا عن المرحلة الأولى، وهم يقاربون ربع الذين يحق لهم التصويت، وهذا رقم لا يستهان به، وردة الفعل من قادة الأحزاب الخاسرة التي أعلنت اصطفافها خلف «ماكرون» تعبر عن الخوف من حدوث ذلك، بل أكثر منه، وهو ذهاب مؤيديهم إلى صف «لوبان»، ولو أخذت عشرة في المئة من أصوات أتباع «فيون» والاشتراكيين واليمين، وعشرة أخرى من التائهين، وعشرة من الممتنعين، لو حدث بعض ذلك ستكون السيدة المتشددة داخل قصر «الإليزيه».

قيل عن مارين لوبان إنها ستقوم بفرز الشعب الفرنسي، وستؤكد على الانقسام، وستدوس على شعار الجمهورية، واختصر أحدهم كل ذلك في جملة واحدة قائلاً: «إذا فازت مارين لوبان في 7 مايو لن نكون في بلدنا».

إنها مرحلة تكسير العظام!

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى