لوبان تطرق باب الإليزيه
انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ووصلت مارين لوبان إلى عتبة باب قصر «الإليزيه»، فما أشبه الليلة بالبارحة.
هل تذكرون قبل أقل من سنة؟
عندما وقف «دونالد ترامب» عند عتبة البيت الأبيض، في ذلك اليوم الذي حصل فيه على ترشيح الحزب الجمهوري له، وصرخ بتلك المقولة، ولم يصدقه أحد، بل لم يقتنع به أحد، واحتفل العالم بتنصيب هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة الأميركية، وأرسلت لها خطابات تهنئة، حتى صدقت، وصدقنا جميعاً أن صاحب الفكر المتشدد لا يمكن أن يدخل من باب البيت الذي كان ولا يزال يمثل الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان، حتى جاءت الانتخابات في نوفمبر الماضي، وفاز ترامب، وها هو يدير البلد الأقوى والأكبر والأغنى في العالم.
هناك قوة خفية أصبحت قادرة على قلب الموازين، يمكن أن نبحث عنها في أي مكان، ونجدها ماثلة أمامنا، إذا أسميناها القوة المتأرجحة أو المترددة كانت هي، وإذا أسميناها القوة الممتنعة كانت هي، وإذا قلنا إنها القوة الباحثة عن التغيير أصبنا، وإذا قلنا القوة المهمشة اقتربنا من الحقيقة. فالذين أوصلوا ترامب إلى الرئاسة هم أهل الريف، والذين نصروا رجب طيب أردوغان في استفتاء التعديلات الدستورية هم سكان القرى والضواحي، بينما صوت المرفهون من أبناء المدن ضد الاثنين.
يقال: إن مارين لوبان قومية متطرفة، لها آراء عنصرية ومتشددة ضد المهاجرين، ومواقف رافضة للاتحاد الأوروبي، وعندها «فرنسا أولاً» تتصدر قائمة طويلة وعدت بها الشعب لإحداث التغيير، وفي كلمتها بعد أن ظهرت نتائج المرحلة الأولى مساء أول من أمس، واحتفالاً بصعودها إلى انتخابات الإعادة يوم 7 مايو بعد احتلالها المرتبة الثانية بفارق ضئيل، ووجدت نفسها تطرق أبواب الإليزيه بشدة، قالت إنها تريد تحرير الشعب الفرنسي من النظرة الفوقية، وتقصد نظرة السياسيين المتمرسين المهيمنين على البلاد، ودعتهم جمعياً، وبكل فئاتهم إلى مساندتها في وجه «ماكرون» صاحب أعلى الأصوات والذي يمثل بالنسبة لها الطغمة الحاكمة كما قالت، بينما هي «مرشحة الشعب»!
وبعد أسبوعين سيختار الشعب الفرنسي رئيسه، وحتى ذلك اليوم الحاسم ستكون فرنسا وكأنها تقف على حافة بركان يفور قبل أن يقذف الحمم النارية.