قالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يحاول باستماتة الشهر الماضي تلبية الاحتياجات الضخمة للبلاد من الطاقة لكنه الآن يجلس على أكبر حقل غاز في البحر المتوسط.
وأضافت أن خبر اكتشاف حقل بحري ضخم للغاز الطبيعي وصل السيسي أثناء زيارته سنغافورة في طريقه إلى الصين، بحسب موقع “أصوات مصرية”.
وكان باستطاعة من أرهفوا السمع أن يسمعوا الرئيس المصري يتنفس الصعداء إذ وقعت مصر أوائل الشهر الماضي اتفاقا مدته خمسة أعوام مع شركة بي. دبليو جاز ومقرها سنغافورة للحصول على ما قيمته 60 مليون دولار من الغاز الطبيعي المسال سنويا.
ولن يفي ذلك الاتفاق إلا بقدر قليل من احتياجات مصر من الغاز حيث قررت الحكومة الشهر الماضي تخصيص 3.55 مليار دولار لاستيراد 7.79 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، وحتى هذه الكمية قد لا تكفي لسد كل احتياجات الصناعة المحلية من الغاز.
وذكرت الصحيفة أن السيسي قال لمجموعة من الصحفيين قبل شهور إنه ليس لديه خيار سوى اجراء تخفيضات وزيادة سعر البنزين حيث لا يوجد لديه مكان يمكن أن يحصل منه على المال اللازم لشراء الغاز الطبيعي والنفط اللذين تحتاجهما البلاد.
لكن وزارة الطاقة المصرية نشرت بيانا أمس قالت فيه إنه خلال خمس سنوات لن تكون مصر بحاجة لاستيراد الغاز.
وقالت الصحيفة إنه إلى جانب الأهمية الاقتصادية للكشف الجديد الذي يأتي بعد انتهاء العمل في قناة السويس الجديدة فإنه يقدم أيضا بعض الدعم السياسي لنظام السيسي.
وأضافت أن الغاز الطبيعي في مصر ليس مجرد منتج استهلاكي. وفي السنوات القليلة الماضية أصبح رمزا للفشل الإقتصادي للحكومة.
وتزخر الأحاديث العامة بالشكاوى من انقطاع الكهرباء ونقص غاز الطهو وظهور سوق سوداء لاسطوانات غاز الطهو ونقص الغاز اللازم للصناعة.
واشارت إلى أن الفشل في ادارة سوق الغاز الطبيعي كأن أحد أبرز اسباب تقديم الرئيس السابق حسني مبارك للمحاكمة.
وتوقعت الصحيفة أن يؤثر الكشف الجديد على الانتخابات البرلمانية القادمة في مصر.
وأضافت أنه وسط الانتقادات للسيسي بسبب الفشل في احباط الهجمات المتكررة من المتشددين فلا يوجد شيء مثل بحر من الغاز الطبيعي لتعزيز فرص مؤيديه في الانتخابات.