خيبة أمل كبرى يعيشها الإخوان هذه الأيام، فكل مخططاتهم باءت بالفشل، وهذا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في بلده الثاني المملكة العربية السعودية، يقابل بترحاب خاص من أخيه الملك سلمان، وتتساقط كل الخلافات الوهمية التي زرعت وسقيت من أتباع التنظيم الإرهابي في اسطنبول بقنواتهم الفضائية وشبكات مواقعهم الاجتماعية.
لم تكن المسألة بحاجة إلى وساطات وزيارات سرية حتى تزال الشوائب التي علقت، فالوضع في المنطقة أكبر من الاختلاف على قضايا جانبية تحل في أي وقت، فنحن مستهدفون، كل الدول العربية المستقرة مستهدفة من قوى الشر الإقليمية والعالمية، ومصر والسعودية هما محور ارتكاز هذه الأمة، وخاصة بعد سقوط بغداد ودمشق في الفوضى والطائفية والدمار؛ ومصر والسعودية هما صمام الأمان، وكلامي هذا ليس عاطفياً، بل هو الحقيقة، ولو عدنا إلى العام الذي انقضى على بذرة الشقاق بين البلدين، التي انجرف إليها الجهلة من حملة الأقلام وأصحاب البرامج الحوارية الفضائية المدسوسين، أقول لكم، لو عدنا سنجد أن الأعداء حاولوا بكل الطرق استثمار الاختلاف في بعض وجهات النظر، وصعدوا قضية «تيران» و«صنافير»، حتى ضعفت حججنا، وخسرنا جميعاً في مواقفنا، وتذكروا جيداً قضية الوقود السعودي لمصر، وكيف تحركت إيران بكل ثقلها لتكون بديلاً، فقدمت عرضاً مجانياً، من خلالها ومن خلال «حزب الدعوة» العراقي التابع لها.
كان الرئيس السيسي يقول طوال سنة الاختلاف إن العلاقة بين مصر والسعودية أكبر من الجزيرتين وبعض شحنات النفط، وكذلك القيادة السعودية تؤكد في كل مناسبة أن المصير المشترك أكبر من الظروف الطارئة التي تطفو إلى السطح، وها هو اللقاء الثنائي بين قائدي البلدين يثبت ذلك، وهو لقاء خير؛ خير للبلدين، وخير للمنطقة كلها، فالخليج وعلى رأسه السعودية يعرف جيداً أن مصر القوية سند له، ومصر اعتادت أن ترى الأفعال من دول الخليج وليس الأقوال، والعلاقة بين الطرفين لم تقم على المنافع الآنية، إنها علاقة تكاملية توحدنا عند الثوابت التي لا نختلف عليها، وهذا ما خيب رجاء الإخوان ومن خلفهم إيران.