اخترنا لكنون والقلم

السلطان أردوجان

السلطان.. هذا اللقب الذى يطلقه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على الرئيس التركى طيب رجب أردوجان وكانوا يطلقونه منذ سنوات ولكن اتضح الآن سبب هذه التسمية.. فهو فى طريقه لإعادة الحلم العثمانى.. بعد أن قلب الطاولة على المجموعات الليبرالية والعلمانية واليسارية فى تركيا التى تحالف معها فى بداية العدالة والتنمية وغير فى بنية الدولة التركية على مدار 12 عاماً من حكم حزبه لهذه الدولة التى كانت نموذجاً للعلمانية والدولة القائمة على مبادئ المواطنة والمساواة.

فالسلطان أحس بأنه اقترب من حلمه رغم النتيجة الهزيلة للاستفتاء.. فكان أول مكان ذهب إليه هو ضريح السلطان محمد الفاتح الذى غزا أوروبا ووقف عند العاصمة الصربية بلجراد وزيارة أردوجان رسالة إلى أوروبا وإلى الدول العربية التى يريد أنصار أردوجان من جماعة الإخوان المسلمين أن يرسلوها إلى العالم أن الخلافة الإخوانية قادمة وبقوة.

فأردوجان جن جنونه عندما فشل الإخوان فى حكم مصر وأصابه الهلع بعد الفشل فى سوريا وأصبح له 100 رأى فى هذه القضية واضطر أن يجبر أتباعه فى تونس والمغرب والأردن واليمن وليبيا أن يرجعوا خطوة للوراء فهذه الدول كانت ستكون نقطة الانطلاق الى إقامة السلطنة الإخوانية الأردوجانية.

فجماعة الإخوان وأردوجان هما وجهان لعملة واحدة وكل الأحزاب الإسلامية فى المنطقة العربية والعالم الإسلامى لها علاقة بهذه الجماعة وترتبط بها ارتباطاً وثيقاً والالتفاف حول حلم عودة الخلافة الإسلامية كما يظنون أن هذا هو مشروع أردوجان الإخوانى ولكن الحقيقة هى حلم عودة الدولة العثمانية.

فالسلطان أردوجان يسير بخطى ثابتة نحو حلمه ونجح فى خداع العديد من الأنظمة العربية التى دعمته وقدمت له الأموال حتى يتم تحقيق حلمه وسوف ينقلب عليها فور أن يتمكن من حكم تركيا ويقضى على المعارضة فيها ولو كان نجح مخطط جماعته فى مصر وتونس والأردن والمغرب وليبيا وسوريا لكان الوطن العربى كله بين يديه الآن ولاختفت الدول الصغرى فى المنطقة وكان اليوم أعلن نفسه سلطاناً وخاقاناً للبر والبحر على المسلمين كما فعل العثمانيون منذ 700 عام.

فالأطماع التركية الإخوانية جعلت أردوجان يتحالف مع إيران ومع إسرائيل حتى يضمن عدم وقوفهما ضد مخططه وفى مقابل ذلك وعد إسرائيل بدولة دينية ووعد إيران بأن يتم تقاسم هذا العالم بين قوتين إيران وتركيا أى دولة فارسية وأخرى عثمانية وصغرى يهودية.

فالتنظيم هدفه ليس الإسلام كما يدعون بل هى أطماع شخصية لجماعة استغلت الديمقراطية وسيلة للوصول إلى سدة الحكم فى البلدان ثم انقلبت عليها فور وصولها للسلطة ونموذج حماس فى غزة والإخوان فى مصر خير دليل على ذلك وأعتقد أن السلطان أردوجان أذكى شخص فى هذه الجماعة الممتدة فى 80 دولة هو لأنه مكث 12 عاماً فى تنفيذ مخططه داخل تركيا وكان يستغل كل الأحداث لكسب المزيد وكانت لغة خطابه ضد أوروبا وأمريكا تجذب الشباب التركى فهو الرجل الذى لا يهاب أو يخشى الغرب ولكنه فى الخفاء يقدم لهم خدمات جليلة.

أردوجان سوف يصل إلى حلمه فى إقامة الخلافة العثمانية وقد تمتد هذه الخلافة إلى أجزاء من أوروبا والعراق وسوريا ويمكن أن تمتد إلى دول الخليج لكن هذه المرة سوف تتحطم أمام رفض المصريين لحكم خلافة أورثتهم الجهل والمرض والتخلف الذى جثم على قلوبهم 600 عام، فـ [bctt tweet=”مصر ستظل عصية على الدولة الإخوانية التى بشر بها مرشدهم السابق مهدى عاكف فى حديثه الشهير «طز فى مصر».” via=”no”]

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى