صواريخ توماهوك (Tomahalk) التي ضربت بها أمريكا قاعدة الشعيرات العسكرية التابعة للنظام السوري، في أول محاسبة دولية له لاستخدامه الأسلحة الكيمياوية ضدّ شعبه، هي الردّ المناسب في المكان المناسب والزمان المناسب!.
ولو ضربت الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما النظام عند استخدامه للأسلحة الكيمياوية لأوّل مرّة عام 2013م لما تدهورت الأمور في سوريا للسوء الذي هي عليه الآن!.
وليت الإدارة الأمريكية الحالية تستمرّ بهذا الحزم، ليس عند استخدام الأسلحة الكيماوية فقط، بل أيضًا عند استخدام البراميل المتفجّرة التي أهلك بها النظامُ الحرثَ والنسلَ في المدن والأرياف السورية!.
وليس بعيدًا عن موضوع المقال، فإنّ اسم (توماهوك) يرجع لحقبة الهنود الحمر في أمريكا الشمالية، وكانوا يُطلقونه على نوعٍ من الفؤوس الحادّة ذات المقابض الخشبية، وكانوا يُصنّعونه ويستخدمونه ضدّ المُسْتِعمر الأبيض القادم من أوروبا، وكان سلاحًا فعّالًا، إذ يرمونه بدقّة عالية في صدر الغُزاة، فيخترقه بسهولة ويُسبّب لهم الوفاة السريعة!.
وعندما صنع الأمريكيون صواريخ توماهوك، وعاينوا دقّتها أسموها هكذًا تيمّنًا بسلاح الهنود القديم الذي فعل الأفاعيل بأجدادهم، وقتل منهم الكثير، ومع ذلك احترموا السلاح، وجعلوه تراثًا، واقتبسوا اسمه وأسبغوه على أهمّ أسلحتهم الصاروخية، وها هم يستخدمونه في أوّل تدخّل عسكري لهم في سوريا بعد أن أصبحت سوريا مرتعًا للنظام الغاشم الذي فتح بلده على مصراعيْه لحلفائه الروس والإيرانيين والمنظّمات والمليشيات الإرهابية، في محاولة لخلقكيان مذهبي جديد وبغيض، يُطرد منه أهل السُنّة والجماعة ويصفو المجال فيه لغيرهم!.
أمريكا بعد فأس توماهوك القديم أزاحت الهنودالحمر من مشهدها إلّا في أفلام الكاوبوي، وليتها تُزيح عن السوريين بشّار وحلفاءه بتوماهوك الجديد، وكما قالت جريدة المدينة السبت الماضي: ترمب ينفّذ الوعيد والعالم ينتظر المزيد!.