من الثابت شرعاً و عقلاً أن لكل دولة ديناً تتعبد به فيكون هو المتعارف عليه عند باقي البلدان الاخرى وهذا مما لا يختلف عليه اثنان ، فمنذ نزول الاسلام في الجزيرة العربية و الناس تدخل فيه افواجاً افواجاً حتى اصبح الدين الرسمي لعشرات البلدان ، و ثمة سؤال يطرح نفسه هو لماذا دخلت الناس بأعداد غفيرة في رحاب الاسلام هل كان تحت تهديد السلاح كما يفعله داعش الآن ؟
بطبيعة الحل يأتي الجواب لا بل لان الانسان وجد سبل التعايش السلمي و حرية الفكر و حرية ممارسة الطقوس الدينية مما دعا إليها الاسلام رغم تعارضها مع تعاليمه السمحاء إلا أن ذلك لم يعكر صفو الاجواء بين مختلف الطوائف الدينية في البلد الواحد ، فالإسلام دين الاخلاق الحميدة الفاضلة ، دين الحقوق و الواجبات وعلى مختلف المستويات مما جعله محط اعجاب و اهتمام الكثير من غير المسلمين فدخلوا فيه و بمحض ارادتهم و ليس باسلوب الترغيب و الترهيب أو من اجل الحصول على مغانم و مكاسب شخصية ، ثم أن الاسلام حارب المفاسد و القبائح التي شاعت في الجاهلية لأنها كانت وبالاً على الناس فضلاً عما احدثته من ويلات و معاناة جرت على الشعوب الاسلامية بسبب انخراط النسبة الكبيرة من المجتمع في تلك المفاسد و المنكرات و في مقدمتهم الطبقة السياسية وعلى رأسها خليفة المسلمين و رجالات الدولة .
فكانت مجالس الشرب و الرقص و الغناء عامرة بمظاهر الفساد و الافساد و مفتوحة وليس لها اوقات محددة فهي عامرة ما دامت مقدماتها موجودة فكانت هذه هي ابرز صفات و اخلاق قادة و ملوك داعش آبان حكم الايوبيين و الزنكيين فابن الاثير قد عاصر تلك المماليك التي عاثت الظلم و الاضطهاد في الرعية بالإضافة إلى الحروب و المعارك الطاحنة بين هؤلاء الملوك و الحكام و التي ذهب ضحيتها الالاف من النفوس و الارواح إما بسبب راقصة مغنية أو لأجل الجاه و السلطة و اغتصاب القرى و المدن المهمة و الطامة الكبرى أن هؤلاء الحكام تربطهم روابط صلة الرحم ومن الدرجة الاولى فيقول ابن الاثير في الكامل ( 10/268) : ( فاتفق أن اباه – سنجر – في بعض الايام شرب الخمر بظاهر البلد مع ندمائه فلم يزل كذلك إلى آخر النهار) .
هذا هو تاريخ قادة داعش و منهاج حياتهم فبأي حق تسمى تلك دولة اسلامية فالأولى أن تسمى علمانية او مدنية ، فدولة داعش صاحبة ابشع سجل اجرامي بكل المقاييس وهذا ما نوه عنه رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني خلال محاضرته العقدية (31) من بحثه الموسوم ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) في 4/3/2017 فقال الداعية الاسلامي الصرخي : (( أي إسلام وأي دين وأي أمير مؤمنين وأي خليفة وأي سلطان وأي ولي أمر وأي إمام ؟! شرب الخمر مع ندمائه!! ويدعي التوحيد ويقتل الناس على أساس أنّه موحد، والآخرون قبورية ومشركون ؟ نساء زنا لواط خمور قمار لهو غناء رقص وليس عنده مشكلة حتى الذين يشربون الخمور )) .