غير مصنف

انخفاض سعر النفط ونمو السكان يقود الخليج لإنتاج الطاقة البديلة

أمام توسع دول العالم في استخدام الطاقة البديلة والتقليل من استنزاف الوقود في إنتاجها، تسعى دول الخليج مع انخفاض أسعار النفط والعجز في موازنات معظمها هذا العام، إلى جانب ارتفاع عدد السكان وزيادة الاستهلاك، لتوظيف جهودها في إنتاج الطاقة المتجددة من مصادر طبيعية.

حيث شهدت دول الخليج تطورات اقتصادية وصناعية غير مسبوقة خلال العقود الماضية، أسفرت عن زيادة استهلاك الطاقة، وتشير التقديرات إلى أن الزيادة المحلية تصل معدل نمو إلى ما بين 6 و8% سنوياً.

وكان البنك الدولي قد دعا دول مجلس التعاون الخليجي في مايو/ أيار الماضي، للقيام بالاستثمار في مجال كفاءة استخدام الطاقة والطاقة المتجددة، معتبراً ذلك معززاً لقدرتها على بناء اقتصادات أكثر مرونة.

وتشير توقعات بارتفاع الطلب المنزلي على الكهرباء في الخليج من 235 تيراواط/ ساعة (التيراواط يساوي بليون ميغاواط) إلى 410 تيراواط/ ساعة سنة 2025، وإلى 790 تيراواط/ ساعة سنة 2050.

وقد بدأت دول الخليج ببناء محطّات توليد الطاقة الشمسية باستثمارات تتجاوز 155 مليار دولار، يتوقع أن تقطع مراحل متقدمة حتى عام 2017.

ويرى أستاذ الاقتصاد في جامعة الكويت محمد السقا، في حديث مع “الخليج أونلاين”، “أن العالم سيتجه على المدى الطويل إلى توليد الطاقة من مصادرها المتجددة مثل الشمس والرياح والأمواج وغيرها لسبب بسيط، وهو أن مصادر توليد الطاقة الأحفورية، مثل الفحم والنفط والغاز محدودة وستؤول إلى الزوال، فضلاً عن أنها ملوثة للبيئة؛ وعليه تضر بالشروط البيئية وباستدامة الحياة على كوكب الأرض، فالتوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة ليس خياراً أو ترفاً؛ إنه ضرورة تمليها طبيعة العرض من مصادر الطاقة الإحفورية في العالم”.

– مشاريع خليجية واعدة

بدأت الإمارات هذا العام من خلال مبادرة “شمس دبي” بتعزيز أسس الاستدامة البيئية في دبي بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق “استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030″، لتنويع مصادر الطاقة، وخفض الطلب بنسبة 30% بحلول 2030.

وتسعى هذه الاستراتيجية للوصول بنسبة المصادر المتجددة في توليد الطاقة إلى 1% بحلول 2020 و5% بحلول 2030، لكن كهرباء دبي حققت إنجازاً هاماً هذا العام بإعلانها زيادة نسبة الطاقة المتجددة. لتصل إلى 7% بحلول 2020 و15% بحلول 2030.

كما شرعت البحرين في مشروع للطاقة الشمسية منتصف العام الماضي، ويأتي المشروع ضمن المبادرات الوطنية لتوليد الطاقة النظيفة من خلال نشر تقنيات الطاقة الشمسية، حيث سيساهم في توفير الفرص لإنشاء صناعة الطاقة المتجددة كجزء من الاقتصاد في المستقبل، كما يشير القائمون عليه.

أما السعودية، فتعتزم أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تعزيز الاعتماد على الطاقة الشمسية للحصول على طاقة إنتاجية تبلغ 31 غيغا واط بحلول عام 2032، لتلبي أكثر من 30% من حاجة المملكة من الكهرباء.

وقد افتتحت مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة منذ عام 2010، بهدف بناء مستقبل مستدام من خلال إدراج مصادر متجددة ضمن منظومة الطاقة المحلية.

من جانبها، تملك قطر أكثر من 60 محطة للطاقة داخل الدوحة وضواحيها والبلديات الأخرى، وهي عبارة عن خزانات مياه يمكن استخدامها لتوليد الطاقة الشمسية.

وكان قسم تقنيات الطاقة المتجددة في المؤسسة العامة القطرية للكهرباء، قد أعلن أنه بحلول عام 2020 سيكون بإمكان دولة قطر إنتاج 200 ميغاواط من الطاقة الشمسية ستمثل نحو 2% من إجمالي الطاقة الإنتاجية للدولة من الكهرباء، والتي من المتوقع أن تبلغ 10 آلاف ميغا واط.

وأصدرت هيئة تنظيم الكهرباء في سلطنة عمان، أول رخصة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، منتصف العام الجاري، وذلك لتشغيل أول محطة من نوعها في السلطنة لتوليد الكهرباء باستخدام الخلايا الشمسية “الكهروضوئية” التي تقع في ولاية المزيونة بمحافظة ظفار، وتصل سعتها الإنتاجية إلى 303 كيلو واط.

– معوقات

وعن المعوقات التي تقف أمام تنامي الاستثمار في قطاع الطاقة البديلة، تحدث الخبير الاقتصادي محمد السقا: “إن الذي يحكم التوجه نحو مصادر الطاقة البديلة في الوقت الحالي هو اعتبارات التكلفة، فمشكلة مصادر الطاقة البديلة في الوقت الحالي هي ارتفاع التكلفة المتوسطة لإنتاج وحدة الطاقة منها مقارنة بالمصادر الأحفورية، فضلاً عن بعض القيود الفنية التي تحد من توليد الكهرباء على سبيل المثال من خلال ألواح الخلايا الفوتو ضوئية في دول مثل دول الخليج”.

إلا أنه يستدرك بالقول: من المؤكد “بمرور الوقت، وبالمزيد من البحث والتطوير في هذا المجال سوف ترتفع كفاءة عمليات إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة وتنخفض تكلفة إنتاجها، وهو ما نراه في الوقت الحالي، على سبيل المثال انخفضت تكلفة ألواح الخلايا الفوتو ضوئية حالياً بأكثر من 70% مقارنة بتكلفتها منذ عقد من الزمان”.

– كيف تستخدم الطاقة البديلة

يعتبر المبدأ الأساس للطاقة الشمسية المركزة أو ما يسمى بالطاقة الحرارية الشمسية، هو استخدام أنظمة عاكسة لتوجيه الإشعاع الشمسي إلى جهاز مُستقبل يكون واقعاً على قمة برج شمسي.

ويتم تحويل الأشعة المُركزة إلى طاقة حرارية ليتم تحويلها إلى كهرباء باستخدام (توربينات). ويمكن استخدامها لتحلية المياه وللتطبيقات الصناعية. ويسمح هذا النظام بتخزين الطاقة الحرارية كي تستخدم في توليد الطاقة ليلاً.

أما طاقة الرياح، فتستخرج باستخدام توربينات لإنتاج الطاقة الكهربائية، وطواحين الهواء من أجل الطاقة الميكانيكية، ومضخات الرياح لضخ المياه، وتعد بديلاً للوقود الأحفوري، وهي طاقة وفيرة وقابلة للتجدد وتوجد على نطاق واسع، كما أنها طاقة نظيفة لا تنتج انبعاثات غازية أثناء التشغيل، وتستخدم مساحات قليلة من الأراضي.

المصدر : الخليج أون لاين

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى